شَهرُ اللهِ

زهراء جاسم/ التوجيه الديني النسوي
عدد المشاهدات : 332

قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة: 183-184). الصوم فريضة أوجبها الله تعالى على عباده، وهو ضيافة ربّانية في محطّة زمنية مقدارها أيامًا معدودات، وهو من الواجبات البدنية التي لا تقلّ أهمّية عن سائر العبادات، وقد ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): أنّه قال: "إنّ على كلّ شيء زكاةً، وزكاة الأجسام الصيام"(1). وقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: "الصيام ابتلاء لإخلاص العباد"(2). والصيام لغةً يعني: مطلق الإمساك. واصطلاحًا: الكفّ عن المفطرات مع قصد القربة. وللصوم جانبان: الأول: الإمساك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات المذكورة في الكتب الفقهية. الثاني: العلاقة بين العبد وربّه، وبذلك يكون ابتلاء لمدى إخلاص العباد. فالصوم عبادة تربوية يكتسب فيها الإنسان التقوى مثلما ورد في ذيل الآية رقم (١٨٣) من سورة البقرة: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، فعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "يقول الله (عزّ وجلّ): مَن لم تصمْ جوارحه عن محارمي، فلا حاجة لي في أن يدعَ طعامه وشرابه من أجلي"(3). فليحسن العبد ضيافة الله في هذا الشهر الفضيل، وليتحصّن فيه بتقوى الله التي ستترك أثرها في نفسه طوال شهور السنة. .......................................... (1) وسائل الشيعة: ج٧، ص٢٩٧. (2) ميزان الحكمة : ج ٢ ، ص ١٦٨٥ (3) ميزان الحكمة: ج٥، ص٣١٥.