أَينَ أَنتَ يا مَولايَ يا صَاحِبَ الزَّمانِ؟

ليلى عبّاس الحلال/ البحرين
عدد المشاهدات : 276

وأتى الهلال مفترشًا جناحيْ الرحمة والغفران ولم تأتِ أنتَ بعدُ، رنُوت إليه مخاطبةً: أين صاحبكَ؟ صاحب هذا الشهر لأهنئّه بقدومكَ، فأجابني بصوت مبحوح: اللهمّ عجّل لوليّكَ الفرج. فخنقني ذلك الشعور، فمتى سنكون سيّدي تحت ظلّكَ، ظلال الرحمة والبركات؟ فأنتَ الصاحب في هذا الشهر، أين أنتَ يا أبتاه لأقول لكَ: مبارك عليكَ الشهر الفضيل، ونسألكَ الدعاء؟ متى سنتفيّأ ظلالكَ لتغمرنا خيرات هذا الشهر؟ فأنتَ الفيض الذي يتنزّل علينا، وأنتَ النور الذي نبصر به دروبنا الشائكة بالفتن والشهوات، وأنتَ العبق الطاهر الذي به تُقبل أعمالنا، وبه يرزقنا الله العفو والرضوان. أبتاه، نحن أيتامكَ ونحتاج إليكَ بيننا؛ ليدفئنا حنانكَ ويدثّرنا عطفكَ. ها هو سلمان وأبو ذرّ والمقداد وعمّار عاشوا في كنف أبيهم أمير المؤمنين (عليه السلام)، ونعموا بأحضانه، وبقينا نحن أيتامًا، غائب عنّا أبونا قرونًا طوالًا، أذبلنا الفراق وأنهكنا الأعداء. آهٍ، ليت شعري هل نلقاكَ يا أبتاه لنهنّئكَ ونعايدكَ ونواسي غربتكَ؟ مَن يشارككَ بركات مائدتكَ؟ بأبي أنتَ وأمّي، نحن العطاشى ونريد نظرة منكَ في أول شربة من إفطارنا. أبتاه، في ليلة القدر ردّد أسماءنا في قنوتكَ لعلّنا نحظى بدعوة أب عطوف يريد نجاة أبنائه، فنفوز بشربة وصالكَ، فلقياكَ هو عيدنا، ورؤيتكَ منتهى فرحتنا، ودولتكَ الكريمة هي جائزتنا التي نطلب. أين أنتَ يا أبتاه؟ فنحن نحبّكَ، وها نحن نتقلّب على جمر الشوق في انتظاركَ. متى نرى طلّتكَ البهيّة؟ متى ستُعلن ساعة ظهوركَ بالصيحة في هذا الشهر؟ متى نحفّ بكَ لنلوذ بأحضان الولاية؟ متى ترانا ونراكَ؟