رياض الزهراء العدد 192 همسات روحية
حُدُودُ الإِسرَافِ والتَّبذِيرِ
مضمون السؤال: سؤالي عن الإسراف والتبذير، ما حدوده التي تجعل الأفراد بمنزلة إخوان الشياطين؟ فزوجي يعدّني مسرفةً، وهذا الأمر يقلقني جدًا. مضمون الردّ: هناك فرق بين الإسراف والتبذير، فالتبذير هو أن لا يكون أصل الصرف راجحًا، فيكون بذل المال في ذلك المورد تضييعًا لذلك المال، كالذي يبذر البذر في الأرض السبخة. أمّا الإسراف فهو في مورد يكون الإنفاق فيه راجحًا، لكن يبالغ الإنسان في الصرف، وعليه إذا كان الصرف من مالكِ الخاصّ، وأيقنتِ بعدم الإسراف والتبذير من دون تحيّز للنفس الأمّارة، فلا ضير فيه، وأمّا إذا كان المال من مال الزوج، فقد يكون مقتضى الاحتياط أن تراعي هذا الجانب، وذلك بالتنسيق في الصرف معه؛ لئلا يعتقد بأنّ هذا تصرّف في ماله من دون موافقته أو رضاه. وبشكل عام، نحبّذ التنسيق بين الزوجين حتى لو كان الحقّ مع أحدهما؛ لئلا يجد الشيطان ثغرة ينفذ عن طريقها إلى حياتهما، ويوجب تحطيم هذا العشّ المبارك لأمور عابرة لا تستحقّ مثل ذلك الدمار، ومن أهمّ الروادع في هذا المجال هو الاعتقاد اليقيني بأنّ الإنسان مستخلَف فيما في يده، والله تعالى سائله يوم القيامة عمّا جعله مخوّلًا فيه.