اِبنَا آدمَ (عليه السلام)
قال الله تعالى: (...مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا...) (المائدة:32). تحكي هذه الآية قصّة ولديْ آدم (عليه السلام)، حيث تبدأ عندما قرّبا قربانًا لله تعالى، فتُقبّل من هابيل ولم يُتقبّل من قابيل، ممّا أثار حفيظته على أخيه فضمر له الشرّ، واستعرت فيه نار الحسد وتوعّد أخاه بالقتل، وبالفعل تمّ ذلك، ثم احتار قابيل بعد ذلك كيف يدفن أخاه، فبعث الله غرابًا دفن صاحبه الغراب، فقام قابيل بدفن أخيه، وتعلّم الإنسان منذ ذلك الحين كيف يواري جسد أخيه(1). .......................................................................... (1) قصص القرآن مقتبس من تفسير الأمثل: ص28. اللغز: 1ـ لماذا قُبِل قربان هابيل ولم يُقبل قربان أخيه؟ 2ـ حقيقة تربوية واجتماعية مهمّة تستعرضها هذه الآية وهي أنّ قتل أيّ إنسان إن لم يكن قصاصًا لقتل إنسان آخر، أو لم يكن بسبب جريمة الإفساد في الأرض فهو بمنزلة........ 3ـ ما الدرس المستفاد من الآية الكريمة؟ 4ـ ليس المقصود في الآية القتل الذي تزهق فيه الروح فقط، بل هناك تأويل آخر، فما هو؟ 5ـ هل ندم قابيل على فعله وتاب منه، وهل أشار القرآن الكريم إلى ذلك؟ أجوبة العدد السابق: ج1: إنّه أمر طبيعي بأنّ الله حاضر وناظر ومراقب ومحافظ، يعطي الإِنسان قوة وطاقة، مثلما يُستفاد من كلمة (وحينا) أنّ صنع السفينة كان بتعليم من الله تعالى. ج2: إنّه لم يطلب زيادة ضلالهم، إنّما عدم فسح المجال لهم، وإتمام الحجّة عليهم، ممّا يترتّب عليه زيادة عنادهم وضلالهم نتيجةَ اختيارهم السيّئ وسلوكهم المنحرف؛ كي يستحقّوا العذاب في الدنيا، ويستريح منهم بعد أن يئس من إيمانهم وصلاحهم. ج3: هذا ما يظنّه بعضهم، لكن شتّان بينهما، فكم من عابد لا ترتفع به عبادته إلى مرحلة التقوى. ج4: ذُكرت قصّته في سورة الأعراف، يونس، هود، الأنبياء، وغيرها. ج5: لأنّ نوحًا (عليه السلام) لم يكن بذاته ليعرف مدى الطوفان الذي سيحدث في المستقبل ليصنع السفينة بما يتناسب معه، إِنّما هو وحي من الله تعالى الذي يعينه في انتخاب أحسن الكيفيات. ج6: هذه الآية تبيّن بوضوح أنّ الشفاعة لا تنال كلّ شخص، بل للشفاعة شروطها، فإذا لم تتوافر في الشخص، فلا يحقّ للنبيّ أن يشفع له، فطلب نوح (عليه السلام) من الله العفو لذلك.