رياض الزهراء العدد 192 الملف التعليمي
الإِبداعُ المَعرِفِيّ للمُتَعَلِّمينَ فِي الفِريقِ الجَماعِيّ
تحت ظلال بوّابة التناغم والتكاتف الإيجابي وتوحيد القدرات والرؤى لمجموعة من المتعلّمين، ينعقد تحت أفياء (جهد العمل الجماعي) لمَن تتوافر لديه الرغبة في إتمام المهامّ وإنجازها عن طريق التعاون مع الآخرين من أقرانهم، ولا بدّ من العودة إلى البدء في مرحلة الطفولة للأبناء، تلك المرحلة المهمّة في تكوين الشخصية عندهم، عندها ستبدأ ملامح الاستعداد عند الطفل، ومحاولة الإسهام ببعض المهامّ البسيطة والمرنة مع الآخرين، وفي حينها ستظهر بعض السلوكيات النمائية والأفكار الذاتية التي تدعو إلى غرس الثقة بالنفس، وإطلاق العنان لنموّ الخبرات والمهارات اللغوية والحركية والذهنية، وتعزيز المشاعر والأفكار الحيوية، والأنشطة الفعّالة، وبناء قاعدة رصينة في المستقبل. وإشارة طيّبة لإحراز النجاح عندما تطأ أقدامهم أعتاب المدرسة، وللعمل الجماعي بشكله المتكامل في المؤسّسة التربوية الأثر الواضح والصدى المؤثر في نفوس التلاميذ بين بعضهم، وكذلك التعاون مع الملاك التربوي، وذلك لإتاحة أكبر قدر ممكن للمشاركة والمساهمة في الأنشطة الجماعية، وإتاحة الفرص الممكنة للتعبير عن الطاقات، والاشتراك في الفعّاليات الرياضية والفنّية والاهتمام بالنظافة، ويتمّ ذلك عبر هدف مشترك يتحقّق في ظلّه التواصل، واستثمار الوقت وضبطه، وحُسن الإدارة المتكافئة للمجموعة التي أُسند إليها العمل أو النشاط، ورصد جوانب القوة وتعزيزها، وجوانب الخلل والسعي إلى معالجتها حال حدوث أخطاء في العمل. ويأتي دور العمل الجماعي في اكتساب المتعلّمين الاحترام، ومهارة التعامل مع الآخرين، وضبط الانفعالات، مع مراعاة الفروق الفردية بينهم، والاستمتاع بالدعم النفسي والمعنوي، والتشجيع على التنافس الحرّ والشريف بين المجموعات، والاستفادة من المعلومات النافعة، والتغذية الراجعة في أثناء إقامة المسابقات والأنشطة والفنون، وتبادل الآراء، ووضع الحلول الناجعة لبعض المشكلات التي تعتريهم في عملهم، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ من أبرز الأمور المؤدّية إلى نجاح الفريق الجماعي هو حُسن الاستماع إلى أفكار الآخرين، والتحلّي بالحوار والمناقشة، وتوفير مناخ المؤازرة لإنجاز العمل بكفاءة، واستخدام الوسائل والأدوات العلمية والمعرفية التي تسهم في إنجاح العمل.