رياض الزهراء العدد 192 تاج الأصحاء
دَعونا نَتحدَّثُ عن الاكتِئابِ
إنّه الضيف المزعج الذي يطرق بابكِ في لحظات اليأس؛ لتشعري بالملل والتوتّر والخوف من أشياء معيّنة، ويسرق منكِ أجمل لحظات حياتكِ عند الفشل في السيطرة عليه، فيجعلكِ تعانين من اضطراب مزاجيّ حادّ، أو مزمن يؤدّي إلى شعوركِ المستمرّ بالحزن، وفقدان الاهتمام بكلّ شيء، وقد يكون مصحوبًا بالشعور بالذنب ونقص تقدير الذات، ويخلّف أحيانًا آثارًا مدمّرة على علاقتكِ مع أسرتكِ وأصدقائكِ. والاكتئاب ليس شعورًا طبيعيًا بالحزن، بل هو مرض من الممكن أن يصيب جميع الفئات، لكن نسبة إصابة النساء به أكثر من الرجال، وتزداد خطورته بسبب الفقر والبطالة وأحداث الحياة، ويُعدّ السبب الرئيس في الانتحار والإعاقة في جميع أنحاء العالم مقارنة بالحالات الصحّية الأخرى. أسبابه: 1- العوامل الوراثية: تزداد نسبة الإصابة بالاكتئاب لدى الأفراد الذين عانى أحد أفراد أسرتهم أو أقربائهم منه، أو من اضطراب مزاجيّ آخر. 2- بعض الاضطرابات الصحّية: كالأرق المزمن، واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط. 3- تناول بعض أنواع الأدوية أو الكحول: تعاطي المخدّرات أو الكحول، أو استخدام بعض الأدوية لمدّة زمنية طويلة، بخاصّة المسكّنات. 4- كيمياء الدماغ: توجد في الدماغ العديد من النواقل العصبية التي لها دور مهمّ في الحالة المزاجية للفرد، وتُعدّ أحد مسبّبات الاكتئاب المحتملة. 5- عوامل بيئية: مثل فقدان شخص عزيز، أو الفشل في أمر ما، أو التعرّض للتوتّر لمدّة طويلة. أعراضه: ـ فقدان الرغبة في ممارسة الأنشطة التي اعتاد المصاب الاهتمام بها في الحياة اليومية. ـ الشعور بالحزن، أو اليأس معظم الوقت. ـ فقدان الشهية، أو فرط الشهية. ـ القلق، أو اضطراب النوم. ـ زيادة الوزن، أو خسارته بلا سبب. ـ الصعوبة في التفكير أو التركيز، والتردّد في اتّخاذ القرارات. ـ الشعور بالذنب. ـ الشعور بالتعب الدائم، أو فقدان الطاقة للقيام بالأمور الاعتيادية حتى البسيطة منها. ـ الشعور بفقدان القيمة، وانخفاض احترام الذات. ـ فقدان الرغبة الجنسية. علاجه: التشخيص والعلاج السليمان يمكنهما أن يقلّلا من أعراض الاكتئاب، حتى إن كانت حادّة، فالعلاج السليم يمكن أن يحسّن من شعور المصاب في غضون أسابيع معدودة، ويمكّنه من العودة إلى ممارسة حياته الطبيعية مثلما اعتاد على الاستمتاع بها من قبل الإصابة، ولا بدّ من أن يكون هناك دعم من أسرة المصاب والمحيطين به لتظهر نتيجة العلاج، وفي بعض الحالات يحتاج المصاب إلى الاستعانة بمعالِج نفسي مؤهّل كالطبيب النفسي، واختصاصي علم النفس، وعامل اجتماعي، ويمكن التخفيف من أعراض المرض عن طريق الدمج بين الأدوية والعلاج النفسي.