اِبنَتي وَالجَامِعَةُ

زينب عبد الله العارضي/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 366

تحوم فراشات الحبّ، تصطفّ الكلمات ويخفق القلب، لقد انتهت محنة الإعدادية وذهبت أيام السهر والتعب. بنيّتي الرائعة: مبارك نجاحكِ وتأهّلكِ لدخول الجامعة، بوّابة جديدة في حياتكِ، ونافذة تطلّين منها على عالم رحب وأفق أرحب، فجدّدي النيّة يا بنيّة لنصرة الإمام الغائب، واجعلي مسيرتكِ فاطمية زينبيه، وخطواتكِ انتظارية مهدوية، وإياكِ والانخداع بأبواق الفتن الإبليسية، والوقوع تحت تأثير الأفكار التضليلية، كوني مثلما عهدتكِ ثابتة قوية، وبرهني للجميع أنّ الفتاة الجامعية قادرة على تحويل أيّ مكان تتواجد فيه إلى واحة طُهر قدسية حينما تجعل رضا الله سبحانه هدفها، والحظوة بعناية إمام زمانها أملها ومناها. فالجامعة يا نور عيني مكان لتلقّي العلم بمختلف تخصّصاته، وبناء الملاكات الكفوءة التي ستقود المجتمع لاحقًا وتبني حضارته، والبيئة الجامعية مختلفة بلا شكّ عن غيرها؛ ففيها تيّارات فكرية عديدة، كوكبة من الطلاب والطالبات من محافظات شتّى، بتوجّهات متباينة وتطلّعات متنوّعة، اختلاط وانفتاح، والكثير من الأمور الأخرى التي يعلم بها مَن خَبر عالمها. والفتاة الجامعية الناجحة هي مَن تستثمر هذا الفضاء بشكل صحيح، ولا تضيّع فرصتها الذهبية هذه في أحلام وأوهام لا تنفعها، بل تتّخذ منها سلّمًا لبلوغ آمالها، وتحقيق أهدافها، محتفظةً بهويتها وانتمائها، حذرةً من كلّ ما يصرفها عن غايتها ومستقبلها، متيقّنةً أنّ نجاحها فرع عن إيمانها، واستثمارها لوقتها، وحُسن إدارتها ليومها، وأنّ تألّقها لا يأتي من العلامة التجارية لفساتينها أو ضحكتها أو عطرها، بل من سلوكها الرزين، ومظهرها المحتشم الوقور، وحكمتها ووعيها اللذينِ يعكسان عمق ما تحمله من فكر وعقيدة وولاء، ممّا يجعلها منبرًا متحرّكًا يهدي بمرآه كلّ مَن رآه، فالجامعية الناجحة هي مَن تجذب كلّ الفتيات اللواتي في عمرها بلطيف كلامها، وجميل ابتسامتها، وحُسن مساعدتها لكلّ مَن تحتاج عونًا من أخواتها؛ فتثبت لكلّ مَن يظنّ بالفتاة الملتزمة سوءًا أنّها ليست مثلما يُظنّ بها. وهي التي تستطيع إقناع رفيقاتها بأنّ الالتزام بالموازين الشرعية في الأروقة الجامعية لا يعني التعقيد والتقوقع والتنصّل عن تحمّل المسؤولية، بل على العكس هو انفتاح واعٍ يُستحضر فيه معنى الرقابة الإلهية، وتعي تمامًا أنّ مسؤوليتها تفرض عليها أن تكون ودودة متعاونة، لكن في الموارد المطلوبة وفي ضمن الأُطر الصحيحة، وهي بذلك تعكس الصورة المشرقة للمنتظِرة الصادقة التي ترى إمام زمانها معها في كلّ خطواتها، تؤمن برعايته لها، وتستمدّ منه العون في كلّ نشاطاتها.