الخلطة المتميزة لصناعة العوق
يحتاج الطفل الصغير منذ ولادته إلى رعاية مكثّفة من قِبل والديه حتى يشتدّ عوده ويستطيع القيام بمهامّه، وكلّما كبر الوليد ومنذ الأشهر الأولى سوف يمتلك قدرات للقيام ببعض المهامّ من دون مساعدة الوالدين، إنّها طاقة الإعجاز الإلهي في الخلق والنموّ التي تنتشل النفس البشرية الضعيفة والعاجزة إلى أفق الحياة الرحبة والوسيعة، لكن يعرقل هذا السير التنموي بعض التصرّفات التي يقوم بها الأبوان نتيجةَ العطف والحنان في الغالب، أو في بعض الأحيان بسبب الكسل وعدم تخصيص وقت قليل من أجل تعليم الطفل المهارات المطلوبة، فيصل بهم الأمر رويدًا رويدًا إلى القيام بكلّ أعماله ومسؤولياته الجزئية عوضًا عنه، ابتداءً من الأمور الصغيرة عندما يكون طفلًا كحمله بدل تشجيعه على المشي، وإطعامه، وتلبيسه، وصولًا إلى القرارات المهمّة عندما يكبر، كانتخاب العمل والزوجة، أو القسم الدراسي المناسب. هناك خلطة متميّزة لصناعة فاشل يُضاف إلى قائمة المعوّقين في المجتمع، فإليكِ بعض الخطوات التي تجعل ابنكِ فاشلًا بامتياز: 1- اتّخذي القرارات بدلًا عنه: أي أنْ تختاري طعامه وشرابه وألوان ملابسه، ولا تتركي له فرصةً أبدًا في ممارسة هذا الحقّ، وبهذه الطريقة ستصنعين طفلًا حائرًا لا يدري ماذا يختار. 2- الانتباه المفرط: راقبي كلّ تحرّكاته في طريقة اللعب، ترتيب غرفته، الخروج في نزهة أو زيارة، وكلّ ما يخطر على البال وما لا يخطر! وجّهي له التحذيرات باستمرار، وسوف يُصاب باليأس وقلّة الثقة بالنفس. 3- كوني قدمه التي يمشي بها: لا تدعيه يمشي على أرجله، بل احمليه حتى لو كان يستطيع المشي، إنّها أفضل طريقة لنقله من مكان إلى آخر. 4- احميه بقوّة: من الطبيعي أن يحمي الوالدان طفلهما، لكن في هذه الوصفة يجب حمايته بإفراط وفي كلّ زمان ومكان ومناسبة، إذا فعلتِ ذلك سوف لن يتعلّم كيف يحافظ على نفسه وحقوقه من الضياع عندما يكون وحيدًا. 5- كوني يده منذ صغره: أعطيه حاجياته بيده مباشرة ولا تدعيه يقوم بأخذها بنفسه، فلا تنسي أنّكِ تصنعين معوّقًا بامتياز! 6- كوني لسانه الناطق: أجيبي فورًا وألقي تحيّة السلام والوداع بدلًا عنه إذا سأله شخص عن صحّته وأحواله في المدرسة، فلا فائدة من لسان هذا الطفل، هكذا سوف تبدعين في تنمية طفل أخرس حتى لو كان يملك لسانًا يلهج بالإبداع. صناعة المعوّق عملية شاقّة وتحتاج الكثير من الوقت وصرف الجهد والطاقة، إذا أردتِ خلق مصداق يُضاف إلى الناجحين، فخذي قسطًا من الراحة وحمّلي الطفل مسؤولية القيام بواجباته اليومية، وتحمّل النتائج إذا ما تخلّف عن أدائها.