المقايَضَة مِن أَجلِ تجَنبِ مخاطِرِ استخدامِ الهَواتف الذكِية

إخلاص داوود/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 272

بعد الانتشار الواسع والاستخدام المفرط للتكنولوجيا الإلكترونية الجديدة، أثبتت الدراسات والأبحاث والتجارب على أرض الواقع مخاطر استخدام الهواتف الذكية وتأثيراتها السلبية، والمشاكل النفسية والجسدية الآنيّة والمستقبلية، ممّا يؤثر في إدراك الأبناء واستيعابهم، ممّن هم في مرحلة الطفولة والمراهقة، حيث ينبغي على الآباء من أجل الحفاظ على عقول أبنائهم وأجسادهم من الأمراض النفسية والجسمانية التي يحدثها الاستخدام الضارّ للهواتف الذكية، الوعي التقني بأضرارها، والقدرة على تنفيذ الطرق التربوية الناجحة، والمعاملة المرنة والصبر للاستمرار على الضوابط التي يضعونها. ومن المعلوم أنّ الأمر لم يعد بالسهولة التي كانت في السابق، فالبكاء والصراخ والعناد والمماطلة من قِبل الأولاد يتعدّى قدرة الأهل وصبرهم، بخاصّة إذا لم يكونوا واعين تمامًا لصواب ما يفعلونه، ولديهم فكرة واضحة متمسّكون بها؛ للحفاظ على أبنائهم، الغاية منها إيصالهم إلى مستويات علمية، أو صحّة نفسية وعقلية وأخلاقية يجعلهم أكثر حزمًا وإصرارًا. من بين المعالجات والحلول لعدم الاستسلام لرغبة الأولاد وتركهم يضيّعون أوقاتهم في اللهو واللعب، ويعتادون على الكسل وهدر الوقت عند الكبر هي استثمار تلك الرغبة الكبيرة لتنفيذ الطريقة المساعدة عبر المقايضة من أجل تقنين استخدام الإنترنت على لدى الأبناء، بخاصّة لأولئك الذين ينتبهون أو يبادرون إلى هذه الخطوة في وقت متأخر، أي بعد أن يصبح الابن مدمنًا، أو اعتاد على أوقات طويلة في استخدامها، فيقوم الوالدان بوضع جدول زمني يحدّد أوقات اللعب، كأن يُقال له: اقرأ دروسكَ وسوف نمنحكَ ساعة من اللعب المتواصل، رتّب أغراضكَ وسوف نمنحكَ ساعةً إضافية، ويجب تحديد الوقت، ولا يُترك مفتوحًا، وبعد انقضاء المدّة المحدّدة، يُطلب من الطفل القيام بعمل آخر مثل تكليفه بمهامّ منزلية بسيطة. والخيارات كثيرة، بخاصّة في العطلة الصيفية، من قبيل حفظ آيات من القرآن الكريم، كتابة جملة أكثر من مرّة لتقوية الخطّ وتحسينه، حفظ أبيات من الشعر أو أنشودة جميلة. ونستطيع أن نستثمر المقايضة في بعض الأطعمة التي يرفض الطفل أكلها، فنقول له: كُلْ هذا الطعام وسوف نمنحكَ ساعة من اللعب، وغير ذلك. وعلى الآباء الثناء والشكر على قيام الأولاد بتلك الأعمال، وتشجيعهم على القيام بمهامّ أخر، وخلق روح المنافسة بين الأبناء للإنجاز الأسرع والأفضل، ليدركوا قيمة ما يحصلون عليه، ويُولد لديهم فكرة أن لا شيء يحصلون عليه من دون مقابل.