تنمِيَة القدرات المعرِفية والمهارِية للمتعَلمين

نوال عطيّة المطيّري/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 177

منجمٌ يضمّ تحت أفياء بريقه كنوزًا زاخرةً تتمثّل بالمعلومة والخيال والحلول والتخطيط والمعرفة والإبداع والاستنتاج، كلّ ذلك يقع داخل العقل، ويمتدّ نور ألقه عبر محصّلة التفكير والرياضة الذهنية بحثًا عن الأدلّة، وسعيًا إلى إثبات الحقائق، واستجماع أكبر قدر من المعلومات والمهارات المتنوّعة، ولا بدّ من ترجمة جميع العمليات العقلية التي تدور في الذهن، وصياغة أبرز المكنونات والقدرات عن طريق بوّابة الحوار والنقاش، وهي إحدى التقنيات المستخدمة في ربوع المؤسّسة التربوية. عند التعامل مع المتعلّم في نقل المعلومة الدراسية، أو اكتساب مهارة معيّنة، أو سلوك تربوي لا بدّ من حضور الخطاب الواضح والسلس، وتبادل الأفكار، وتكوين صورة جمالية تجسّد الواقع عبر استخدام مصطلحات ومفردات تعبيرية تهدف إلى نقل الفكرة الذهنية، والتصوّرات المعرفية، وما يختلج في كيان المتعلّم من مشاعر ومبادرات ثقافية، حيث ينتقل بين أروقتها من المجهول اللفظي للأفكار إلى المعلوم والصريح منها، حيث يتجسّد بالإفصاح عن تلك الأفكار والمشاعر والمعلومات للحصول على الفائدة والفهم والتجارب والقدرة على اتخاذ القرار، والمتعة في التباحث والمنفعة والإضافة الرصينة، وحُسن الاستماع والتفاعل مع ما يُطرح من أسئلة وقصص معبّرة وموجّهة، تتناول شخصيات تاريخية وأدبية وعلمية ذات موروث حقيقي. وتسهم طريقة الحوار والتباحث في تطوير المهارة اللغوية، والتخاطب، والنطق السليم، وتعزّز الثقة لدى المتعلّمين، وتشخّص مواقع القوة والضعف، وتشجّع على المحاولة، وإثارة الدافعية للقيام بتجارب عملية تصاحب الشرح والاستدلال، وطرح الأسئلة، وتثبيت الإجابة، إضافة إلى تصحيح الأخطاء إن وُجدت. وتأتي أهمّية استخدام الحوار داخل الصفّ في أثناء الحصّة الدراسية أو قاعة الأنشطة الرياضية أو الفنّية، والقاعات المخصّصة للمختبر بوصفها فسحة طيّبة لخلق جوّ من التنافس بين التلاميذ، وكذلك اكتشاف مواهبهم، ورصد مستوياتهم العلمية والسلوكية، وإتاحة الفرصة للتعرّف على الفروق الفردية بينهم، والحثّ على العمل الجماعي المشترك بين التلاميذ أنفسهم، أوعن طريق إبداء الآراء، وطرح المواقف الخاصّة بمساعدة الآخرين خارج أسوار المدرسة، واحترام جميع الملاحظات، والحرص على إشراك أكبر قدر من التلاميذ داخل الصفّ، وتقديم الشكر والثناء من قِبل المعلّم لمساهمة المتعلّمين، ورغبتهم في التحدّث والإفصاح عن المقترحات، والقدرة على التكيّف مع الأقران والمعلّم. وفي الختام ينبغي إعداد الأسئلة وصياغتها بشكل يناسب فهم التلميذ تارة، وتضمين الدرس خاصية التغذية الراجعة* تارة أخرى، والعمل على استخدام الوسائل التعليمية المعدّة للغرض ذاته. ..................................................................................................... *التغذية الراجعة: عرفها الخولي(1981) في قاموس التربية بأنها: إشعار المتعلم إن كانت إجابته صحيحة أو خاطئة بقصد مساعدته على التعلم.