رياض الزهراء العدد 193 تاج الأصحاء
(أَلَمْ نَجعَلْ لَهُ عَينينِ)(1) طرق العنايةِ بِالعينِ
لقد خُلق الإنسان في أحسن تقويم من رأسه الى أخمص قدميه؛ ليؤدّي وظيفته وغايته في الحياة خليفةً لله في أرضه، وإذا أمعنّا النظر في حاسّة البصر، فسنرى العجب العجاب من حيث دقّة التركيب التشريحي والوظيفي وحسّاسيته، فقد أحاط الله تعالى العين بـ(6) عضلات تحيطها من كافة الجهات، وجعل خاصيّة رمشة الجفون وسيلة لتنظيفها وترطيبها، وينبغي الإشارة إلى أنّ معدّل رمش العين الطبيعي هو (18) مرّة في الدقيقة، لكن عندما ننظر إلى شاشة التلفاز أو الحاسوب، أو الشاشات الأخرى، يتقلّص العدد إلى (4) مرّات في الدقيقة فقط، وهو ممّا قد يسبّب جفاف العين، والشعور بالإرهاق والتعب، ممّا يستوجب الانتباه إلى صحّة العين عند متابعة الـ(سوشيال ميديا). فمثلما للعين حقّ شرعي، مثلما ورد في رسالة الحقوق عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) أنّه قال: "وَأَمَّا حَقُّ بَصَرِكَ فَغَضُّهُ عَمَّا لا يَحِلُّ لَكَ، وتَرْكُ ابْتِذَالِهِ إلّا لِمَوضِعِ عِبْرَة تَسْتَقْبلُ بهَا بَصَرًا، أَو تَسْتَفِيدُ بهَا عِلْمًا، فَإنَّ الْبَصَرَ بَابُ الِاعْتِبَارِ"(1)، فكذلك لها حقوق طبّية وصحّية ينبغي مراعاتها. نستعرض في هذا المقال بعضًا من طرق العناية بالعين؛ فهي النافذة التي نطلّ بها على جمال مظاهر الحياة: 1- الفحص الدوري للعيون: فهو من ضروريات العناية والوقاية؛ لكون أمراض العيون تراكمية؛ بمعنى أنّه لا يشعر المريض بها إلّا عند تقدّم الإصابة وتطوّرها، لذا يوصي الاختصاصيون بأن يبدأ الفحص من عمر (3) سنوات، فهو العمر الأنسب لبدء أول فحص، في حال لم يلاحظ الأهل وجود خلل ولادي في الطفل، وينصح الأطبّاء الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين (18ـ60) سنة بالخضوع لكشف دوري كلّ عامين، ثم مرّة كلّ عام بعد بلوغ سنّ الـ(60). ٢- الاهتمام بالتغذية السليمة وتناول الفيتامينات والمكملات: فمثلًا نقص فيتامين A يؤدّي إلى مرض العشو الليلي، وهو ضعف البصر وعدم الرؤية ليلًا، وينبغي اتّباع حمية غذائية في حال وجود أمراض مزمنة كالضغط والسكّري، ومن الحالات الخطيرة الشائعة عند مرضى السكّري غير المسيطر عليه هو مرض معقّد يُعرف بـ(انفصال الشبكية) (retinal detachment). ٣- استخدام النظّارات الشمسية: تتميّز العين بحسّاسيتها وتحسّسها للألم أكثر من أيّ جزء آخر من البدن، لهذا يُوصى باستخدام النظارات الشمسية لحماية أنسجتها الرقيقة من الأشعة فوق البنفسجية الضارّة، فمثلما يوجد واقٍ للبشرة، فكذلك النظارة الشمسية الطبّية تُعدّ واقيًا للعين، مضافًا إلى استعمال قطرات الترطيب التي يصفها طبيب العيون في حالة جفاف العين. ٤- رياضة العين: مثلما أنّ للجسم بشكل عام رياضة، فكذلك للعين رياضتها الخاصّة التي يغفل عنها الكثيرون، ويُطلق عليها رياضة (قاعدة العشرين)، وتكون عن طريق منح العينين قسطًا من الراحة عن طريق النظر كلّ (20) دقيقة إلى نقطة تبعد حوالي (20) قدمًا، ثم الرمش (20) مرّة. ......................................................... (1)البلد:8.