أَسالِيب التنشئَة الأُسَرِية للطفلِ

صفيّة جبّار الجيزانيّ/ بغداد
عدد المشاهدات : 304

لا يخفى على أحد أنّ الأسرة هي المسؤول الأول عن تشكيل سمات شخصية الطفل، وأنّ أساليب التنشئة التي تتّبعها في تربيته ذات أثر كبير في تكوين شخصيته وذاته وبنائها، فهو يكتسب العديد من العادات والمعتقدات عن طريق أسرته، والبيئة التي نشأ فيها، وهناك عدّة أساليب تتّبعها الأسرة تؤثّر سلبًا أو إيجابًا في حياته المستقبلية. وعلى ضوء ذلك قسّم المتخصّصون تلك الأساليب إلى نوعين: 1ـ الأساليب الإيجابية الصحيحة: من قبيل الاستماع والحوار التي تضمن النمو والصحّة النفسية للطفل، وإعداده لأداء أدواره المستقبلية، فأنّ الطفل الذي ينشأ في أسرة تمارس أساليب تربوية إيجابية، سيكون أكثر قدرة على الإنتاجية، والاعتماد على النفس، والتواصل مع الآخرين. 2ـ الأساليب السلبية الخاطئة: من قبيل التعنيف الجسدي واللفظي، وغيرها التي تؤثر سلبًا في طباعه، وصفاته الشخصية. مثلما ذكر المتخصّصون مجموعة من أساليب التنشئة، بشقّيها الإيجابي والسلبي، فمن الأساليب الإيجابية التقبّل، أي تقبّل الطفل لذاته ولشخصه بدون شرط أو قيد، فبعض الأسر لا تتقبّل الوليد الأنثى، ولا تتقبّل الطفل قليل الذكاء، بل تريده ذكيًّا لديه قدرات ومهارات، فمن المفروض أن يُقبل الطفل كيفما كان، بغضّ النظر عن مستوى ذكائه، أو اختلاف جنسه، أو غيرها من التفاصيل الشبيهة بذلك، ولا ينبغي أن يُجعل الطفل بمنزلة أداة ووسيلة لتحقيق رغبات الأهل، فضلًا عن إشعاره بالقبول غير المشروط، أي أنّه محبوب ومقبول مثلما هو، لا لأنّه جميل أو ذكيّ، فلهذا السلوك آثار إيجابية فيه، فإذا شعر الطفل أنّه مقبول من قِبل أسرته، فأنّه سيطمئنّ من انتمائه إلى هذه الأسرة. ويجب الانتباه إلى أنّ هذا القبول غير المشروط لا يعني التغاضي عن السلوكيات الخاطئة للطفل، أو التهاون بها، بل لابدّ من السعي إلى تعديلها وتقويمها بالطرق الصحيحة. أمّا الأساليب السلبية في التربية، من قبيل أسلوب التسلّط كفرض الوالدين رأيهم على الطفل، وإخضاعه لقيود مشدّدة، وإجباره على أعمال تُطلب منه وعليه إطاعتها وتنفيذها، أو الوقوف بوجه رغباته وميوله المشروعة، وإذا لم يستجب لرغبة الوالدين المتسلّطين، فأنّه يُعاقب أشدّ العقاب، وقد يلجأ الأبوان إلى العنف الجسدي المؤذي، فلهذا الأسلوب تأثيرات نفسية سلبية في تكوين شخصيته، فيولّد شخصية خائفة مهزوزة. فاختيار الأسلوب التربوي من قِبل الوالدين هو الذي سيحدّد شخصية الطفل ومستقبله ومصيره.