كسوة العيد

رحاب سالم البهادليّ/ بغداد
عدد المشاهدات : 231

هلّ علينا شهر رمضان المبارك بالخير واليمن والبركة، وصام جميع أفراد عائلتي وأنا من بينهم. انقضى ثلثا الشهر الفضيل ومرّت الأيام بسرعة البرق، جلست عائلتي على مائدة الإفطار تستعيد أول أيام الشهر، وتتحسّر على انقضاء هذه الأيام المباركة، وكيف أنّها لا تعود إلّا بعد سنة، أيام نكون فيها على مائدة الرحمن، أنفاسنا فيها تسبيح، وكان الجميع منهمكًا في الانتهال من هذه الفيوضات الإلهية، إلّا أختي الصغرى ليلى التي أخذت تتذمّر من تركها للطعام في النهار، وعدم رضاها من بعض ما تطهوه أمّي من طعام تقليدي لوجبة الإفطار، وأنّ ما يصبّرها على صيام شهر رمضان هو شراء ملابس جديدة في نهاية الشهر، وجمع العيديات من الأهل والأقارب. دُهش الجميع، وبان عليهم الاستياء من كلام ليلى ومفهومها الخاطئ لهذا الشهر الفضيل، وعدم معرفتها للكرم الإلهي الذي ينزل علينا في هذا الشهر المبارك، وأكملت ليلى حديثها عن جمال الملابس التي ستشتريها للعيد، وأنّها ستكون أجمل مَن ارتدى كسوة العيد من بين بنات العائلة والمنطقة. غضبت جدّتي من كلام ليلى وأخذت تنصحها وتشرح لها المعنى الحقيقي لشهر رمضان الكريم، وكيف أنّ هناك بنات وأولادًا في مثل عمرها لا يجدون الطعام والشراب والملبس الذي يوفّره لها أهلها، وأضافت الجدّة: يجب علينا أن نحمد الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة التي توافرت لنا من دون غيرنا، وعلينا ألّا نفرّط فيها. فهمت ليلى حديث جدّتي السلس والبسيط الذي كان يصل إلى القلب مباشرة، فقامت واعتذرت من الجميع عمّا قالت من كلام غير لطيف، وحمدت الله على جميع نعمه علينا، وأهمّ نعمة هي نعمة الرضا، وقرّرت أن تعطي كسوة العيد التي ستشتريها بنت جيراننا اليتيمة، وبهذا تكون قد أدركت معنى الرضا، واتّعظت من الموقف.