رياض الزهراء العدد 194 همسات روحية
قضاء حوائج المؤمنين
إن من أفضل ما يتقرب به الإنسان إلى ربه قضاء حوائج المؤمنين، وتفريج كربة المكروبين، ولا نقصد بالحوائج عظامها، بل يكفي أن يسد الإنسان أي فراغ يشعر به عند أخيه، صغر ذلك أم كبر، فالحاجات تنقسم إلى ثلاثة: الحاجة المادية، وهي الحاجة إلى المال، والطعام، والشراب، والزواج، والمسكن، والملبس، والحاجة المعنوية، كحاجة الإنسان إلى من يرشده إلى الله سبحانه، والحاجة النفسية، فقد تكون له حاجة مادية ولا يشعر بحاجة القرب إلى الله سبحانه، فيعيش حالة من الاكتئاب المزمن المتفشي هذه الأيام، فينبغي للمؤمن أن يسد حاجة أخيه في هذه المجالات الثلاثة. ونية المؤمن في قضاء حوائج المؤمنين تكون على أساس أن هذا العبد إنما هو شأن من شؤون المولى (عز وجل). وقد يكون قضاء الحوائج، والتودد إلى الناس من منطلقات حسنة؛ مثلما يحدث ذلك في بلاد الكفر، حيث تقوم المؤسسات والجمعيات الخيرية بمشاريع تصب في مصلحة الناس، وتخدم المحتاجين وأهل الفاقة، لكنهم لا يريدون بها وجه الله سبحانه، ولا يبتغون بها الأجر منه، ولم يكن الله سبحانه ليتقبل إلا من المتقين، فمن أراد قضاء حاجة أخيه، فلتكن نيته مثل نية أهل البيت (عليهم السلام) الواردة في قوله تعالى: إنما نطْعمكمْ لوجْه الله لا نريد منْكمْ جزاءً ولا شكورًا (الإنسان:9).