مشروع (الورود الفاطمية) يتوج أكثر من (3000) فتاة

دلال كمال العكيليّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 173

(إنّ طالبة اليوم هي ربّة أسرة الغد، وعليها يقوم بنيان المجتمع الذي كلّما كان مؤمنًا ومنسجمًا مع نهج النبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته الطيّبين الطاهرين (عليهم السلام) يكون قائمًا على الأخلاق الحَسَنة، والتعاون، والرحمة، وهذا ما يمثّل الحياة الهانئة، وعمّا قريب سوف تعشنَ حقبةً من عمركنَّ هي الأحرج فيه، لكونها موضع استهداف من تيارات مناوئة، واتّجاهات همّها الأول هو حرفكنَّ عن السبيل القويم، وطمس الهوية الإسلامية، والعزوف بكنَّ عن القيم النبيلة التي رسّخها نبيّنا وعترته الطاهرة (عليهم السلام)، والسير عكس المنهاج الإلهي). هذا ما جاء في مطلع الكلمة التي ألقاها عضو مجلس إدارة العتبة العبّاسية المقدّسة الدكتور عبّاس رشيد الموسويّ في حفل التكليف الشرعي لتلميذات المدارس في محافظة كربلاء المقدّسة في ضمن مشروع (الورود الفاطمية) الذي تقيمه شعبة الخطابة الحسينية النسوية بمشاركة أكثر من (3000) تلميذة. مشروع على مستوى عالٍ من الإتقان (الورود الفاطمية) مشروع تبنّته العتبة العبّاسية المقدّسة إيمانًا منها بأهمّية مشاريع كهذه، تُعنى بفتياتنا، نساء الغد ونصف مجتمع المستقبل. انطلق المشروع صباح يوم الأحد الموافق لـ: ١٩/ مارس/ ٢٠٢٣م، إذ تمّ استضافة أكثر من (3000) تلميذة من عموم مدارس المحافظة في مجمّع الشيخ الكليني (قدّس سرّه) التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة، ويُعدّ البرنامج من البرامج الكبيرة التي تستغرق أشهرًا للعمل عليها، وإعدادها، وتنظيمها لتكون بهذا المستوى، وفي تصريح لمسؤولة الشعبة السيّدة تغريد... التميمي: إنّ العتبة العبّاسية المقدّسة وبإشراف مباشر من قِبل سماحة متولّيها الشرعي السيّد أحمد الصافي (دام عزّه) تسعى إلى إعداد مشاريع وبرامج تثقيفية توعوية للنساء والفتيات من مختلف الأعمار؛ لكونهنَّ ركيزة أساسية في المجتمع، ولأنّنا نسعى إلى إعداد جيلٍ واعٍ ومدرك لأهمّية الحجاب، وأهمّية برنامج التكليف الشرعي بمختلف مضامينه الدينية والثقافية والنفسية، إذ يستهدف المشروع مناطق عديدة من كربلاء المقدّسة بخاصّة مناطق القرى والأرياف، والمناطق الصحراوية، وذلك لأنّ العتبة العبّاسية المقدّسة مهتمّة بالفتيات حتى في أبعد نقطة، وإشراكهنَّ في مختلف برامجها. وأضافت التميميّ: كانت الانطلاقة الأولى للمشروع في عام (2017م)، إذ كان يُقام الحفل في المدارس الابتدائية لمدّة شهرين، ابتداءً من ولادة السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وانتهاءً بولادة أمير المؤمنين (عليه السلام)، وبمشاركة (80ـ150) مدرسة، أمّا في هذا العام وبطلب شخصي من مدير تربية كربلاء المقدّسة الأستاذ (عبّاس السلطانيّ) من سماحة المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة بإقامة البرنامج في أحد مواقع العتبة المقدّسة، وفعلًا تمّ إقامة ذلك الحفل المبارك بتكاتف جميع الملاكات والأقسام في العتبة العبّاسية المقدّسة، لاسيّما الشُعب النسوية التابعة لمكتب سماحة المتولّي الشرعي للشؤون النسوية. رسالة واضحة حظي المشروع باهتمام ذوي التلميذات والملاكات التربوية التي أثنت على مشاريع قيّمة ومهّمة كهذه، التي تسعى إلى بناء جيل يسير على خُطى النبيّ وآل بيته (عليهم السلام)، وممّا جاء في الكلمة التي ألقاها مدير عام تربية كربلاء المقدّسة السيّد عبّاس السلطاني: (إنّ حفل (الورود الفاطمية) له صدىً في المجتمع، وإنّ بذرة الاحتفال بالتكليف الشرعي بدأت في مدارس تربية كربلاء قبل (7) سنوات، وكان احتفالًا بسيطًا، إلى أن تطوّر وأصبح على ما هو عليه الآن وَفق خطط استراتيجية بالتعاون مع العتبة العبّاسية المقدّسة، وشاركت هذا العام في الحفل أكثر من (3000) تلميذة، وهي رسالة واضحة إلى كلّ مَن يرى ويسمع الرسالة الزينبية الفاطمية، وإلى كلّ العوائل في كربلاء المقدّسة). أيام التتويج تضمّن منهاج حفل التكليف الذي استمرّ على مدى (3) أيام في كلّ يوم تمّ فيه استقبال مجموعة من المدارس، عدّة فقرات مُعدّة ومدروسة مسبقًا، منها كلمة الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة، إضافة إلى مشاركة شعرية للشاعر محمّد الياسري، وفعّالية لتلميذتين من براعم الشعبة ذاتها (ملاك عليّ) و(فاطمة عادل) بعنوان (هذا حجابي هويتي ورسالتي)، إضافة إلى عرض مسرحي بعنوان (الخِمار والشيطان) قدّمته طالبات مجموعة العميد التعليمية، وعرض فيديوي عن مشروع (الورود الفاطمية) الذي أشرف على إعداده مركز الكفيل للإنتاج الفنّي، وتضمّن مشاهد تحكي قضايا إرشادية عن أهمّية الحجاب مع بلوغ الفتيات سنّ التكليف الشرعي، والتأكيد على أهمّية الالتزام به، والاقتداء بسيرة السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام). وتضمّن المشروع أيضًا إلقاء المحاضرات الخاصّة بالتبليغ الديني للتلميذات المقبلات على سنّ التكليف، وتعليمهنَّ الأمور العبادية كالصلاة، والصيام، والالتزام بالحجاب الذي يمثّل عفّة المرأة المسلمة، وكان لتلك الفقرات الممنهجة الأثر الكبير في بناء شخصية الفتاة من جميع النواحي.