(وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين)(1)
قد اجتمعت على النبيّ أيوب (عليه السلام) أصناف البلاء، إذ لم تكن في جهة واحدة، إنّما في جهات متعدّدة، في بدنه، وماله، وأهله، وأنواع البلاء هذه إذا حلَّت بالإنسان فستكون شديدة عليه، فتوسّل إلى الله عن طريق الإخبار عن حاله، فهو لم يطلب من الله كشف الضرّ، ولم يقل: يا ربّ اكشف ما بي، أو ارفع عنّي، بل توسّل إلى الله تعالى بشكوى حاله، وشكوى الحال إلى الله كافية، والمعنى واضح أنّه يسأل ربّه أن يرفع عنه ما أصابه بأسلوب الاسترحام والتملّق إليه (عزّ وجلّ)، والإقرار له بصفة الرحمة، وأنّه أرحم الراحمين، والتوسّل إليه بصفاته سبحانه، وشدّة حاجته وفقره إليه، ومتى وُجد هذا التوسّل كُشفت البلوى، وفي هذا الحال استجاب الله تعالى لنبيّه، إذ قال تعالى: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) (الأنبياء:84)، والسياق سياق رحمة بالأنبياء، ورعاية لهم في الابتلاء، سواء كان الابتلاء بتكذيب أقوامهم لهم، مثلما هو الحال في قصص إبراهيم، ولوط، ونوح (عليهم السلام)، أم كان ابتلاءً بالنعمة كحياة النبيّ داود، وسليمان (عليهما السلام)، أم كان بالضرّ كالذي أصاب النبيّ أيوب (عليه السلام). الأسئلة: س1: ماذا يعني قول أيوب (عليه السلام): (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)؟ س2: ورد في سورة (الأنبياء) قول أيوب (عليه السلام): (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ) من دون أن يذكر مصدر مسّ الضرّ، لكنّه أسند فـي سـورة (ص) نصبه وعـذابـه إلى الشيطان، حيث قال: (أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ)، فما وجه الاختلاف؟ س3: ما العِبرة والعِظة في قصّة ابتلاء أيوب (عليه السلام)؟ أجوبة العدد السابق: 1- المباهلة مع النصارى. 2- الإسراء والمعراج. 3- تسبيح الحصى في كفّه الشريفة. 4- ردّ الشمس. 5- جريان الماء من بين أصابعه الشريفة. ................................ (1)الأنبياء:83.