الصحة النفسية وتأثيرها في الجسد

ولاء عطشان الموسوي/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 314

في ظل متغيرات الحياة وزيادة مشاكلها وصعوباتها، كثرت الأمراض في المجتمعات، حتى باتت المستشفيات تضج بالمراجعين، ويشتكي الكثير من إصابتهم بأكثر من مرض، حتى الصغار في السن. قد يتساءل الكثيرون: تُرى ما سبب كثرة الأمراض وانتشارها؟ يعود ذلك لعدة أسباب، منها سوء التغذية، والملوثات، وغيرها، والسبب الأكثر تأثيرًا هو الحالة النفسية التي يعيشها الأفراد. فالأمراض تزيد، وتسوء وتتدهور الحالة الصحية لبعضهم بسبب حالتهم النفسية، والتفكير السلبي الذي يفاقم المرض، والحزن والهم الذي يحمله الفرد. فالهم مثلما قال عنه أمير المؤمنين (عليه السلام): "الهم يذيب الجسد"(1). وكذلك الخوف والقلق اللذان يسيطران على الفرد يستحيلان مرضًا يفتك بصحته ويُرهقه، فالخوف والقلق يسببان تثاقلًا وكسلًا لدى الفرد، ولا يشعر بالاستقرار. ولو فكر الإنسان قليلًا وتمعن، وسأل نفسه: هل شعوره بالقلق والخوف سينقذه، أم أنه يسبب له الإرهاق والإعياء فقط، ومعه لا يكون قادرًا على عيش حياته بشكل طبيعي؟ هل سيحل مشكلته؟ وهل سيتقدم مع قلقه وهمه، أم سيتوقف في مكانه؟ بل سيتراجع، ويفقد قوته وصحته. وإذا بحث عن الحل، فسيجده في نفسه، باطمئنانه إلى تدبير الخالق القدير، وبإيمانه بأنه إذا أراد شيئًا فإنما يقول له كن فيكون، وباليقين، والتصديق، والتسليم لله تعالى الذي يهبه الراحة والاطمئنان: الذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِن قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِن الْقُلُوب (الرعد:28)، فكلما ربط الفرد وجوده بالله تعالى، كلما كان أقوى في مواجهة صعوبات الحياة، ومن ثم يتمتع بصحة نفسية أفضل. وقد أكد المعصومون (عليهم السلام) على ضرورة التأمل والتفكر، وأثره في الإنسان، وهو أن يجلس الفرد في مكان هادئ يتفكر في نفسه، وفي خلق الله تعالى، فعن الإمام الحسن (عليه السلام) أنه قال: "التفكر حياة قلب البصير"(2). وأشار المتخصصون إلى أهمية التأمل والتمارين الرياضية في تحسين الصحة النفسية، منها ما يُعرف بالـ(يوغا)، فهي تُعد من الرياضات الروحية التي من شأنها أن تعزز الراحة النفسية، وتدعم الصحة الجسدية، فهي تقوم على الاسترخاء الجسدي، وإفراغ الذهن من الأفكار، بحيث يكون الذهن في صمت مطلق، والجسد في استرخاء تام، ومن أهم آثارها الإيجابية: 1ـ تقلل من التوتر والقلق، وتحسن المزاج. 2ـ تخفف من أعراض الاكتئاب الصعبة. 3ـ تشعر الإنسان بالسعادة، وتزيده رضا وبهجةً. 4ـ تشعر الإنسان ببساطة الحياة ورخائها(3). .......................................................... (1) ميزان الحكمة: ج1، ص٦١٠. (2) ميزان الحكمة: ج3، ص٢٦١٤. (3)موقع النجاح.