التبول اللاإرادي عند الأطفال

أ.د. سعاد سبتي الشاوي/بغداد
عدد المشاهدات : 275

إن التبول اللاإرادي هو فشل الطفل في التحكم بالتبول بعد سن الخامسة، وهي من المشكلات التي تصيب الكثير من الأطفال، سواء عند الاستيقاظ من النوم أو في أثنائه، ويكون أمرًا مزعجًا نفسيًا للطفل والأسرة، ومصدرًا للإحراج، وله عدة أنواع: 1ـ التبول اللاإرادي الأولي: يرجع سببه إلى تأخر نضوج الجزء العصبي الذي يتحكم بوظيفة المثانة. 2ـ التبول اللاإرادي الثانوي: قد يكون ناتجًا إما عن مشاكل نفسية، وإما عن اضطرابات طبية. 3ـ السَلَس النهاري: يكون مرتبطًا بالتهاب المسالك البولية، أو التشوهات التشريحية. أسبابه: هناك عوامل عديدة له، منها العامل الوراثي، وفرط الحركة، وقلة الانتباه لدى الطفل، وضربه وتوبيخه أمام الآخرين، وولادة طفل جديد، وفقدان أحد أفراد الأسرة، وقد يرتبط بحدث معين كأول يوم بالدراسة وليلة الامتحان، ووجود الدودة الدبوسية التي تسبب الحكة في منطقة الشرج في أثناء النوم، ومرض السكري، وأمراض الجهاز البولي، وعيوب خَلقية، ووجود لحمية بالأنف، والتهابات المثانة، والإمساك المزمن، ونقص إفراز الهرمون المضاد لإدرار البول من الغدة النخامية. طرق العلاج: إن طريقة العلاج ترتبط بشكل مباشر بتشخيص سبب المشكلة، وتشمل العلاج الدوائي، أو النفسي، أو الغذائي، وأبرزها: فبعد أن يشخص الطبيب أسباب المشكلة، فعلى الأهل أن يكونوا هادئين ومتفهمين لها، وعليهم أن يقدموا الدعم اللازم لطفلهم، فمن الأفضل عدم حمل الطفل وأخذه إلى دورة المياه في وقت متأخر من الليل؛ لأنه سيكون شبه نائم عند التبول. تشجيع الطفل على شرب السوائل بانتظام طوال النهار مع تجنب المشروبات الغازية. إشراك الطفل بتحمل مسؤولية مشكلته، من تغيير الفراش وملابس النوم المبللة، والتأكد من أنه يستحم كل صباح مراعاةً لطهارة الجسد والثياب، فضلًا عن عدم تعرضه للمضايقة من قِبل زملائه في المدرسة بسبب رائحة البول. ويمكن استخدام المكافآت الرمزية في جداول التعزيز مع الطفل للحد من المشكلة، إذ نقوم بإعداد جدول أسبوعي نكتب فيه أيام الأسبوع، ونلصقه على الحائط في غرفة الطفل، وفي اليوم الذي يستيقظ فيه وفراشه جاف نضع علامة (صح) في الجدول، ونلصق صورة تشجيعية معينة، أو نكافئه بهدية رمزية، أما في اليوم الذي يصبح فيه الطفل وفراشه مبلل، فأنه سيُحرم من المكافأة، وفي آخر الأسبوع نستبدل الصور، أو علامات الـ(صح) أو الهدايا الرمزية بالأشياء المحببة إليه، فمثلًا سبع علامات إيجابية تُستبدل بالذهاب إلى المنتزه، أو شراء لعبة يحبها، أي نقدم المكافأة المادية والمعنوية له بعد نجاحه لأسبوع متواصل على الأقل، ثم نكرر الجدول كل أسبوع حتى يتعود على الاستيقاظ بمفرده والذهاب إلى دورة المياه.