متى تكون عند الطفل مشكلة ما؟

أ. سيد صباح الصافي/ كربلاء المقدسة
عدد المشاهدات : 152

كل المراحل التي يمر بها الإنسان لها علاقة بتكوين شخصيته؛ سواء كانت ناجحة، أو فاشلة، غير أن أهم مرحلة تحدد شخصية الإنسان هي مرحلة الطفولة، فهذه المرحلة وتبعًا للتربية التي تلقاها الطفل ستحدد درجة نجاحه وفشله؛ فالنجاح والفشل لا يأتيان من فراغ، إنما هناك عوامل تؤدي إليهما، ولعل أهم أركان التربية هو إزالة المشاكل، والأمراض، والآفات التي تعترض هذه المرحلة لكونها أشبه بالأشواك التي تؤثر وتعيق بناء شخصية الطفل للمستقبل إن لم يُحسن التعامل معها؛ فالطفل أرض خصبة لنمو الزهور، وكذلك لنمو الأشواك؛ تبعًا لما يُزرع فيها. لذلك سنحاول تناول أهم المشاكل التي لها دور في صياغة الشخصية المستقبلية للطفل، وقبل ذلك لابد من ذكر مجموعة من النقاط هي بمنزلة قواعد أساسية للتشخيص ووضع حل للمشكلة، ألا وهي: ١ـ لا تنحصر مسؤولية الوالدين على توفير الطعام والشراب، والحاجات المادية التي يحتاجها الأبناء؛ بل عليهم القيام بتربيتهم تربية صالحة؛ فإن الاهتمام بتأديب الأطفال وتربيتهم أهم من توفير الاحتياجات المادية وإنْ كانت لها علاقة بالتربية؛ فالأسرة بمنزلة المدرسة الأولى للطفل، وعلى الوالدين أن يُهيئا الظروف المناسبة من أجل تلقينه التربية الصالحة. ٢ـ السلوك بصورة عامة يخضع لقانون الوسطية؛ فلا إفراط ولا تفريط، فعلى سبيل المثال: حركة الطفل وحيويته تدل على صحته، غير أن هذه العلامة إذا زادت، أو نقصت؛ فهي مؤشر على وجود خلل عنده. 3ـ من القضايا التي يمكن عن طريقها تشخيص وجود مشكلة لدى الطفل هي مقارنته مع الأطفال الآخرين الذين يتصفون بالصحة، والخلو من تلك المشاكل. 4ـ تكرار صدور المشكلة عن الطفل يدل على وجودها، وقد تصل إلى تحولها إلى مَلَكَة في نفسه. 5ـ القراءة ومتابعة المجالات التي لها علاقة بالطفل، يمكن تصنيفها من أهم الطرق التي عن طريقها يمكن معرفة سلوك الطفل وتقويمه، وكونه في ضمن خط الاستقامة، أم أنه منحرف ويحتاج إلى علاج قبل فوات الأوان، فقد جاء في وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى كميل بن زياد: "...يا كميل، ما من حركة إلا وأنتَ مُحتاج فيها إلى معرفة..."(1)، والتعامل مع الطفل من أهم الحركات التي يجب أن تخضع للعلم والمعرفة؛ لكونها تسهم وبشكل واضح في بناء شخصية المستقبل. .......................................... (1)مستدرك وسائل الشيعة: ج17، ص٢٦٧.