رياض الزهراء العدد 194 بريد القراء
جنة قم
أتعلمون مَن جنةُ (قُم)؟ جنة وارفة، ظلالها من آل محمد (صلى الله عليه وآله)، يشع منها النور، أساسها محمدي، أغصانها مصدر الولاية متدلية بثمارها المهدوية. جنة محمدية ارتوت بعلم كاظمي، وازدادت كمالًا بعشق رضوي، فأضحت منارًا فاطميًا. إنها جنة السيدة المعصومة (عليها السلام)، تعصمكَ من الزلل، وتفتح لكَ علمًا علويًا، وتروي عطشكَ بنبع كوثري، فأصبحت منهلًا عذبًا لعلوم أهل البيت (عليهم السلام). اعشوشبت أرض (قُم) بجنانها، فاخضرت وأينعت ثمارها بمراجع عِظام، ينهلون العلم من أنهارها، ويروون بها كل متلهف لعلومهم. في رحابها ينعمون بالجنان، وفي الآخرة يفوزون بجنة عدن مثلما جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: "فمَن زارها وجبت له الجنة"(1). تفيض علمًا لمَن اكتنف أرضها ولاذ بجوارها، ونال من بركاتها، فتقدست أرضها لتكون مهدًا مباركًا للقائم من الآل (عجل الله فرجه). علماؤها ارتقت أرواحهم لتتكامل من بركات المعصومة (عليها السلام)؛ ليقوموا بأدوار مهدوية، وينصرون إمام زمانهم. هنيئًا لهم تلك الجنة على أرضهم، عبقها رضوي بنبع فاطمي من أصل محمدي، بخٍ بخٍ لكم يا أهل (قُم). وفي اليوم الأول من هذا الشهر المبارك يستضيء أهل (قُم) بنور ولادة فاطمة المعصومة (عليها السلام)، فتستنير أرواحهم بولايتها، وتزداد خطواتهم تقربًا إلى إمام زمانهم، فتباركت أرض حوت تلك الأنوار المقدسة.