ثراء الخواطر

رشا عبد الجبّار/ البصرة
عدد المشاهدات : 140

مُفعم خاطري بشتّى المعاني، وبألف فكرة وفكرة.. يتفيّأ بظلّ طلَّتكَ، ويرسم على مُحيّا حياتي لوحةً خلّابةً معناها انتظاركَ.. يتوق إلى كلّ حرفٍ مصدره عبق من ذكركَ البهيّ.. فكلّ ذرّة في هذا الكون إذا اعتراها شيء من جودكَ، نَمَتْ وازدهرتْ، وتزيّنتْ بأحلى صورة، وبأبهى حُلّة.. هذا وفي القلب ذكراكَ أحلى وأبهى.. فليس هناك أجمل وأعذب من إحساسنا بالأمان، وبأنّ هناك مَن يخشى علينا ويحبّنا أكثر ممّا نحبّ أنفسنا، وأكثر ممّا يحبّنا الناس، يفرح إنْ فعلنا ما يُرضي الله تعالى، ويحزن لنا وعلينا إنْ خالفنا وأسأنا، وهذه نعمة كبرى من الباري (عزّ وجلّ)، إذ أنعَم علينا بنعمة بعثة الأنبياء لهدايتنا والأخذ بأيدينا نحو طريق الصواب، ثم نعمة وجود الأئمة الميامين من آل محمّد (صلوات الله عليهم أجمعين)، وصولًا إلى مولانا صاحب العصر والزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف). والحقيقة المُتجلّية بوجوده وكينونته، تجعلنا نمعن النظر في كلّ لحظة من حياتنا، فكلّ لحظة إذا أردنا أن تكون في رضا الله (عزّ وجلّ)، فيجب أنْ تكون نابعة من الاعتقاد الصحيح الراسخ بظهور الإمام المبارك، وبدولته العظمى، ولا يكون هذا إلّا بالعمل الدؤوب لتزكية النفس من كلّ ما يعتريها؛ بُغية أنْ تكون لائقةً لمقام كهذا، فمَن منّا لا يودّ أنْ يكون في خدمة مولاه وهو في أكمل مراتب النقاء الروحي والسموّ المعنوي؟! ومن منّا لا يرجو الوصول إلى الكمال، إذ جُبِل الإنسان على حبّ التكامل في كلّ أمر من أمور حياته؟! وما الحياة التي أنعم الله بها علينا إلّا مرحلة عابرة وإن طالت، بستان كبير نزرع فيه أشجار أعمالنا لتُثمر في الآخرة رضًا وقبولًا. وهذا الرضا والقبول لا يتأتّى إلّا باتّباع الحقّ، والتحلّي بأخلاق أهل البيت (عليهم السلام).