دعوة إلى الحب والتسامح والعطاء

فاطمة صاحب العوادي/ بغداد
عدد المشاهدات : 181

العيد في فكرنا الإسلامي فكرة راقية، إشاراتها لطيفة، لها الأثر الطيّب والنافع في المجتمع. الثلّة الطيّبة ودّعت أمّ عليّ المتوجّهة إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحجّ بدعوات القبول وسلامة الوصول، ثم تجاذبت أطراف الحديث عن العيد ومتعلّقاته. ـ أمّ جواد: العيد فرصة للتواصل مع الأرحام والأصدقاء، ودعوة إلى التسامح وترك المقاطعة. ـ أمّ جعفر: اللافت للنظر هو الأعمال المستحبّة، كالاغتسال، والتعطّر، والنوافل، وشكر الله على نعمه التي لها نكهة مميّزة في العيد. ـ أمّ حسين: وفي كلّ عيد لدينا توجّه لدفع الصدقات، وبذل المال للمحتاجين، فعيد الفطر مثلًا فيه زكاة الفطرة، وفي عيد الأضحى يُستحبّ ذبح الأضاحي، وتوزيع لحومها على المستحقّين. ـ أمّ زهراء: ولهذا أشار النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله) إلى أحد أسباب استحباب ذبح الأضاحي، فقال: "إنّما جعل الله هذا الأضحى لتشبع مساكينكم من اللحم فأطعموهم"(1). ـ أمّ جعفر: جاء التأكيد على استحبابها لكونها موجبة لغفران الذنوب، مثلما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: "لو علم الناس ما في الأضحية لاستدانوا وضحّوا، إنّه ليُغفر لصاحب الأضحية عند أول قطرة تقطر من دمها"(٢). ـ أمّ حسين: وهذا هو المعنى الحقيقي للعيد: محبّة، تعاون، عطاء، تسامح، فما يريده الله تعالى ونبيّه الأكرم (صلّى الله عليه وآله) حالة من الحراك الإيجابي، وليس مثلما يفعله بعضهم من إثارة الفوضى، والتهتّك، فإنّها أشهر الله، وعلينا معرفتها ومعرفة مناسباتها، وإعطاؤها حقّها. ـ أمّ جواد: حبيباتي، ماذا تعرفنَ عن شهرنا هذا؟ ـ زينب: إنّه من الأشهر الحرم الأربعة. ـ زهراء: في هذا الشهر مناسبات سعيدة ومباركة، منها عيد الله الأكبر: عيد الغدير الأغرّ، المباهلة، والتصدّق بالخاتم، وقد نزلت آيات كريمات تخصّ هذه المناسبات وتزيد تشريفها. ـ زينب: وفيه ذكرى زواج النورين: الإمام عليّ (عليه السلام) من السيّدة الزهراء (عليها السلام)، وغيرها من المناسبات، وبعد صمت قصير تذكّرت: ونزول الآيات المباركة من سورة (الإنسان) في آل النبيّ (صلّى الله عليه وآله) بعدما قضوا ثلاثة أيام صائمين، ولم يفطروا إلّا على الماء القراح، حيث تصدّقوا بطعام إفطارهم على المسكين واليتيم والأسير لثلاثة أيام متوالية. ـ أمّ حسين: حبيباتي، بوركتنَّ. ـ أمّ جواد: هناك أيضًا أحداث ومناسبات حزينة في هذا الشهر، منها شهادة الإمام محمّد الباقر (عليه السلام)، وسجن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، وشهادة مسلم بن عقيل (عليه السلام) وولديه، وخروج الإمام الحسين (عليه السلام) من مكّة إلى العراق، وواقعة الحرّة واستباحة المدينة المنوّرة من قِبل يزيد ـ عليه لعائن الله ـ ...................................................................... (1)وسائل الشيعة: ج14، ص ٢٠٥. (2)المصدر نفسه: ص210.