تعثر الأحاسيس
ولدي العزيز: لا أعرف لماذا لم أستطع أن أعيش معكَ الحياة لحظةً لحظةً، وأن أعتني بكَ بكلّ ما أوتيتُ من قوة؟ في بعض الليالي عندما تنام، آتي إليكَ، أجلس بقربكَ، وأنشغل بالنظر إليكَ، أمسّد شعركَ وأعاتب نفسي لأنّي كنتُ منشغلة بأعمالي، ولم أُوفِّ حقّكَ هذا اليوم، لم ألعب معكَ، لم أقرأ لكَ الكتب، ولم أوفّر لكَ النشاطات المختلفة، لماذا تركتُكَ تفرط في مشاهدة التلفاز؟ هل صرختُ عليكَ؟ ربّما نهرتُكَ وقلتُ لكَ (لا) كثيرًا، كم مرّة قلتُ لكَ لا أستطيع القيام بهذا العمل الآن؟ ولكن هل تعلم أمرًا؟ إنّكَ تشغل تفكيري دائمًا، وعندما أفكّر بكَ تندّ عن شفتي ابتسامة دافئة! أنتَ أول شيء يخطر في بالي عند الاستيقاظ صباحًا، مثلما أنّكَ الوحيد الذي أستيقظ من أجله ليلًا. عندما أصرخ عليكَ، أو لا أقرأ لكَ كتابكَ المفضّل، أرجو أن تتذكّر أيضًا عناقي وحضني الدافئ، وابتساماتي المنثورة في سمائكَ، سوف تدرك الكمّ الهائل من الحبّ الخزين في قلبي عندما تنظر في عينيّ، ليتني أستطيع أن أكفّ عن لوم نفسي عندما أقف بجنب سريركَ كلّ مساء. كثيرة هي التساؤلات المحيّرة التي تتأرجح في أفكار الأمّهات، لاسيّما حديثات العهد منهنَّ، ممّن حظينَ باختيار الطبيعة، يشاركنها الخَلق والإبداع الإلهيّ في إنشاء الوجود، القليل من هذه التساؤلات طبيعية، لكن تنفرط الأمور عندما تصبح أمرًا متواترًا يحدث باستمرار، فيصيب الأمّ بالقلق والتوتّر. هل تكثرين من لوم نفسكِ؟ إليكِ الحلّ: 1- تربية الأبناء من الأعمال العظيمة في الحياة، والإنجازات الكبيرة تحتاج إلى صبر كثير. 2- الانشغال المفرط والمبالغ بالتربية، يصيب الإنسان بالكآبة والإحباط نتيجة التركيز المستمرّ. 3- طفلكِ يمتلك الكثير من المميّزات الإيجابية، فلا تركّزي على السلبيات فقط. 4- الإخفاق في تربية الأبناء يُكسب الإنسان التجربة التي تمنع تكرار الأخطاء في المستقبل. 5ـ التمسي العذر لطفلكِ، فما يزال صغيرًا وأمامه الكثير ليتعلّمه، فلا بأس ببعض الأخطاء. 6- لا تكترثي للتفاصيل. 7- المتشائمون يثيرون الإحباط والشعور بالعجز، فابتعدي عنهم. 8- قومي بتفريغ انفعالاتكِ السلبية عن طريق ممارسة بعض النشاطات الترفيهية والهوايات. 9- تنفّسي بعمق مرّات عديدة في اليوم، واشعري بالاسترخاء. 10- استوعبي المشاكل اليومية برحابة صدر ولا تنفعلي. 11- الأطفال يمرّون بمراحل عمرية تمتاز بخصائص معيّنة لابدّ من الاطّلاع عليها حتى لا يزداد مستوى توقّعاتنا منهم. 12- التخطيط والتنظيم يساعدان على تخفيف التوتّر وتقليل الضغط النفسي، عكس الحياة التي تسير بصورة عشوائية.