تَعديل المناهج الدراسية وتطويرها

نهاد عبد الغنيّ الدبّاغ/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 135

يُعرّف المنهج الدراسي بأنّه جميع أنواع النشاط أو الخبرات التي يقوم بها التلاميذ التي يمرّون بها بتوجيه من المدرسة وإشرافها، بمعنى آخر هو مجموعة الخبرات التربوية التي تقوم المدرسة بتهيئتها للتلاميذ؛ لأجل مساعدتهم على النموّ الشامل، وتعديل سلوكهم، سواء كانت هذه الخبرات اجتماعية، أو ثقافية، أو علمية. فتغيير المناهج الدراسية وتعديلها بصورة مستمرّة له أهمّية كبيرة في التدريس، فمثلًا حصول أمور كثيرة جرت حديثًا يستوجب توثيقها تاريخيًا، فيصبح التعديل مهمًّا جدًا، كحادثة سقوط (3) محافظات عراقية تحت سيطرة داعش، ثم تحريرها من قِبل الحشد الشعبي، وحصار (آمرلي) وتحريرها، وفتوى الدفاع الكفائي التي أحدثت تغييرًا في التاريخ، وأحداث أخرى كثيرة جرت بعد سقوط النظام البائد كان لابدّ من توثيقها في التاريخ الحديث؛ ليتعرّف التلميذ على ما جرى في وطنه في هذه الحقبة الصعبة والمصيرية؛ لتظلّ عالقة في ذهنه، وبدون ذلك ستكون عرضة للنسيان عند الأجيال القادمة، هذا بالنسبة إلى مادّة التاريخ، وأمّا التغيير بالنسبة إلى باقي الموادّ فهو أكثر أهمّية، لأجل ذلك أصبحت هذه الخطوة مهمّة جدًا، فحدوث بعض التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية على المستوى المحلّي والإقليمي والدولي جعل من الواجب على وزارة التربية تغيير المناهج بما يلائم التغييرات وتطوّرها؛ لأنّها تصبّ في صالح التلميذ، فالتعديل والتغيير المستمرّ له دلالة واضحة على المتابعة الجيّدة للعملية التربوية، حتى يكتسب التلميذ المعلومات والمهارات التي تنسجم مع واقعه وحياته لتكون أكثر مساهمة في تطويره. فالمدرسة تُعدّ بالنسبة إلى التلميذ الأمل لتهيئته للحياة العلمية، لكنّها لم تقم بدورها في هذا المجال بالشكل الصحيح، فما يُدرّس للتلميذ ويُلقّن من معلومات، بعيد كلّ البُعد عن الممارسة العلمية، حيث إنّها لا تتعلّق بحياته، فحينما يتخرّج نراه يحمل كمًّا من المعلومات ليست لها علاقة بها، لذلك نرى ملائمة المناهج الدراسية لحياة التلميذ وبيئته أمرًا ضروريًا ولابدّ منه. وتطوير المناهج هو البدء من شيء موجود فعلًا، لكنّنا نريد منه الوصول إلى أفضل صورة ممكنة، إذن هو تصحيح أو إعادة المنهج عبر إدخال مُستحدثات جديدة في مكوّناته لأجل تحسين العملية التعليمية لتحقيق ما نبغي منه. ولأجل تنمية قدرات التلميذ العقلية، لابدّ من تطوير المناهج، فالقليل من مدارسنا تعمل على تنمية هذه القدرات لدى التلميذ، كقيامه بنفسه بالبحث عن المعلومة، والنقد، والنقاش، والسؤال لأجل البحث عن المعلومة البنّاءة، فأكثر التلاميذ اليوم همّهم الحصول على الدرجة، ليجتازوا مرحلة معيّنة، سواء اكتسبوا فيها معلومات أو لم يكتسبوا، وهذا غير مقبول إن أردنا تنمية قدراتهم. فإن أردنا التغيير، فينبغي أن يكون التطوير مستمرًّا لأجل مواكبة المناهج للتغيّرات الحاصلة، فالمنهج مرتبط بالمجتمع وحركته التنموية المستمرّة، وهذا يُحتِّم على وزارة التربية تطوير المناهج، وإتمام العملية التربوية باستمرار.