رياض الزهراء العدد 195 الملف التعليمي
تحسين ضعف الأداء المعرفي للمتعلمين
تضمّ المؤسّسة التربوية فئة المتعلّمين الذين يندرجون في المراحل الدراسية المختلفة، فيظهر بين الفينة والأخرى مجموعة من التلاميذ يتّصفون بضعف أدائهم الدراسي، وتدنّي المستوى التحصيلي في الاختبارات اليومية أو الفصلية، ومن الجدير ذكره أنّ هناك تفاوتًا في الإمكانات والقدرات من تلميذ إلى آخر، فمنهم مَن يتميّز بحُسن البديهة في إعطاء الإجابة المناسبة، ويمتلك نسبةً من الذكاء المعرفي في وصف الأشياء وإيجاد الحلول، وإتقان التفكير الإيجابي في اختيار المعلومة الصحيحة، أمّا بعضهم الآخر فلديه قدرات منخفضة المستوى، ولا يخفى على أحد أنّ ما يذكر هنا لا يعني انعدام المهارات والقدرات على مختلف الأصعدة، أي مَن لا يحقّق المراتب الأولى في استحصال الدرجات والمؤهّلات العلمية المتقدّمة في الموادّ الدراسية الأكاديمية لا يعني أنّه يفتقد مهارة اجتماعية أو لياقة رياضية وبدنية سليمة وصحيحة، إضافة إلى جوانب أخرى، ونحن هنا نسلّط الضوء على التلميذ ذي المستوى الضعيف دراسيًا، والهدف من ذلك رفع المستوى التحصيلي له بتضافر الجهود على أن يُصنّف هذا التلميذ أنَّه أضعف من أقرانه في دراسته، كي يلجأ المعلّمون إلى رفع مستوى تحصيله العلمي، وإيجاد الوسائل المناسبة لتعديل المستوى المهاري، والتفاعل مع الخبرات اللغوية والحسابية وتلقّي العلوم المختلفة، وفي هذه الحالة ينبغي مراعاة الفروق الفردية، ومعرفة الأسباب إن كانت تعود إلى عارض مرضي، أو وجود مشكلات أسرية تثير القلق والتوتّر، وكذلك الإهمال والتقصير في تلبية احتياجات التلاميذ، واستخدام مبدأ العقاب الشديد أو التهديد للتلميذ، ممّا يسبّب حدوث اضطراب ذهني، مع فقدان التركيز والرغبة في التواصل مع المدرسة والمعلّم، ومواجهة صعوبة في المنهج الدراسي، وبعض الأسباب يمكن لنا أن نعزوها إلى عدم الفهم والشرح، كعدم استحصال التوافق بين الطريقة التدريسية وتأثيرها في المتعلّم. وبعد تشخيص الأسباب يأتي المضي في اختيار الطريقة والحلول الناجعة لمساعدة التلاميذ، وهي تشجيعهم وحثّهم على المذاكرة، وتحفيزهم بالمدح عند إحرازهم الرغبة في استحصال المعلومة، حيث يؤدّي ذلك إلى خلق الدافعية الطيّبة نحو التعلّم، وتقديم النصائح التي تخصّ إدارة الوقت، وإعداد جدول للمذاكرة يُخصّص لكلّ واحد منهم، مع الاهتمام بوضعية جلوس التلميذ المريحة في الصفّ؛ ليتمكّن من الاستماع إلى الدرس ومتابعة ما يُكتب على اللوحة، وحثّ التلميذ ضعيف المستوى على مرافقة التلميذ المتميّز؛ ليسهم في تحسين المستوى العلمي له، مع تخصيص وقت إضافي واستثمار أوقات الفراغ لجميع التلاميذ الذين يعانون من تدنّي المستوى، وتكثيف الدرس وتكرار الإعادة للشرح، إضافة إلى التدريب على الكتابة لتلك المجموعة.