النبي هود (عليه السلام)
قال الله تعالى: (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ) (هود:50). ثمّة أمّة كانت موغلة في القدم، امتلكت من أسباب القوة والعزّة ما امتلكت، فطغت واستكبرت وجحدت بربّها، فبعث الله تعالى فيهم نبيًّا منهم، تلك قبيلة عاد التي أورثها الله تعالى الأرض من بعد قوم نوح (عليه السلام)، ونبيّهم المرسل إليهم هو هود (عليه السلام). كان قوم عاد أقوياء البُنية، طوال القامة؛ لذا يُعدّون من المقاتلين الأشدّاء، إضافةً إلى ما كانوا يتمتّعون به من تقدّم مدنيّ، وكانت مدنهم عامرة، وقصورهم عالية، وأراضيهم يعمّها الخصب، لكنّهم كفروا بأنعم الله، وعبدوا الأوثان، ونشروا الفساد، وطغوا في البلاد، لذا كانت أول دعوة نبيّ الله هود لهم مثلما هو حال الأنبياء جميعًا هي توحيد الله تعالى، ونفي الشرك عنه. ولقد استمرّ في دعوته حتى يئس من استجابتهم وانصياعهم للحقّ، إلّا قليلًا منهم، وعند ذلك هدّدهم بنزول العذاب، لكنّهم عاثوا في الأرض مفسدين، وصفحات التاريخ تشهد على النهاية المأساوية لهم، حيث نزل العذاب عليهم وأبادهم وأهلكهم. اللغز: س1: لماذا قال الله تعالى: (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا)؟ س2: على الرغم من أنّ هودًا (عليه السلام) دعا قومه بالحسنى والترغيب، إلّا أنّهم ازدادوا إصرارًا على الكفر، لماذا؟ س3: في الآية (117) من سورة هود، هناك توضيح لعوامل الانحراف والفساد في المجتمعات، فما هو؟ س4: هناك إشارات لقصّة نبيّ الله هود في سور القرآن الكريم غير سورة هود، اذكري أربعًا منها. أجوبة القصة السابقة: ج1: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ) أي نالني في بدني ضرّ، وفي مالي وأهلي. ج2: يمكن أن يُقال في جواب هذا الاختلاف بأنّ المراد بالضرّ هو المرض وفقدان العافية والأهل، ومن المعلوم أنّ الضرّ بهذا المعنى هو من الله تعالى، ولا صلة له بالشيطان، أمّا المقصود بـ(النصب والعذاب) في سـورة (ص)، فهو ما كان يقاسيه من أذى الناس الذين كان يوسوس الشيطان لهم، فيغريهم بالقول بأنّ أيوب لو لم يكن مذنبًا وعاصيًا لما أصابه مثل هذا البلاء العظيم، ولو كان الله تعالى يحبّه لما لحقه مثل هذا الضرّ! ومن الواضح أنّ التعب والعذاب النفسي اللذين كان يلاقيهما أيوب (عليه السلام) من هذا الكلام، يصحّ نسبتهما إلى الشيطان، فقد رُوي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "إنّ الله تبارك وتعالى ابتلى أيوب (عليه السلام) بلا ذنب، فصبر حتى عُيِّر، وإنّ الأنبياء لا يصبرون على التعيير"(1). ج3: العِبرة من هذه القصّة الصبر على أقدار الله تعالى، وكثرة الطاعة والذكر، وسؤاله تفريج الكروب، وكشف الهموم، وهو مع الصابرين وموفّيهم أجورهم. ...................................... (1)بحار الأنوار: ج12، ص ٣٤٧.