قَبَسٌ مِن وَهَجِ الكَفِيل

زهراء حكمت/ كربلاء المقدسة
عدد المشاهدات : 158

من قبسنا الشهري.. وشعاع ساحاتنا وأقسام منتدانا الولائي.. سنكون معكم وكما تعودتم ليلوح في أفق مجلتنا الغراء نور حروف كتابّنا المخلصين ونشرهم المتنوع.. وسنبدأ بدخولنا معكم إلى قسم المجتمع وموضوعنا للعضوة الذهبية (العشق المحمدي) ويحمل عنوان (العقاب ليس هدفاً): يقول مدير إحدى المدارس الثانوية: توجهت إلى المدرسة، وإذا بي أتفاجأ بكتابة وتشويهات بالبخاخ على السور الخارجي للمدرسة! وبعد التحرّي وحصر المتغيبين في ذلك اليوم تمّت معرفة الفاعل “طالب في الصف الثالث الثانوي" وبعد التواصل مع ولّي أمره وحضوره ومشاهدته للكتابة على السور ومناقشة المشكلة معه، طلب - وبكلّ هدوء - حضور ابنه.. وسمع اعترافه بهذا العمل، فأخرج الجوال واتصل على دهّان وطلب منه الحضور إلى المدرسة واتفق معه على إعادة دهان الجدار ليعود أفضل مما كان، ثم التفت لابنه وقال له: - بكلّ هدوء - (يا ولدي إذا لم ترفع رأسي فلا توطّئهُ)! ثم استأذن وانصرف. يقول المدير: نظرت إلى الطالب وإذا هو واضع كفيه على وجهه ويبكي، وأنا والمرشد الطلابّي في قمّة الذهول من أسلوب هذا الوالد، وأثر هذا الأسلوب في ولده! فقال الطالب لنا وهو يبكي: “يا ليت أبي ضربني ولم يقل لي هذا الكلام” ثم اعتذر الطالب وأبدى ندمه على ما قام به وصار من خيرة طلاب المدرسة، فالمربّي الناجح هو مَن يستثمر”الخطأ والمشكلة” لتعديل السلوك وتقويمه. ونذهب معكم إلى موضوع آخر بالقسم المنوّع وهو بعنوان (لوّن حياتك) للعضو (حسن هادي اللامي) يقول فيه: حينما نوجه أنظارنا نحو آفاق الكون الفسيح ونقلّب طرفنا في مملكة الخالق البديع.. سنرى التنوع مطرداً في أرجائها والتوافق بالأشكال موزّعاً في أصنافها.. فتنبعث في النفس راحة وأنس.. إذ النفس تكره الرتابة.. وتضجر من التكرار.. فصار الزمان ليلاً ونهاراً وشتاءً وصيفاً وخريفاً و.. و.. و.. وحتى العبادات والطاعات متنوعة.. فعلينا أن نلوّن حياتنا وأيامنا وأوقاتنا بين تلاوة، وبين فكر، وذكر، وتارة مطالعة، وتارة زيارة للعتبات المقدسة، وبالصدقة، وبالتهجد، وزيارة رحم وصلته أو تواصل مع أخ في الله (عزّ وجل) أو أمر بالمعروف ونهي عن المنكر.. وحمل النفس وقسرها على العمل لا يعطي ثمار العبادة بشكل جيد.. ولذا كان العبّاد يكثرون من أنواع العبادة شريطة الاستمرار عليها.. بحيث تتولد ملكات فاضلة وعادات حسنة.. فالقليل خير من الحرمان. وننتقل معكم إلى نشر آخر وهو لمشرفة قسم الأسرة (خادمة أم الخدر) بعنوان (هل عنده بيت مستقل أم لا؟) تقول فيه: موضوع تكرر في مجتمعاتنا.. حتى بات يمثل عقبة من عقبات الزواج ووصل الأمر والحال بنا إلى أنّ أول ما نسأل عنه عندما يتقدّم الخاطب لخطبة الفتاة هو: هل لديه بيت أو مشتمل؟ وكأن الحياة لن تقام بين الزوجين والوئام والحب لن يتم أبداً بينهما إذا انعدم هذا الشرط الأهم لهم! فلماذا وصل بنا الحال إلى هذا المطاف؟ فهل برأيكم أنّ دلال الفتيات وقلة صبرهنّ هو السبب؟ أو هي سوء معاملة الأُسر للزوجة الجديدة الساكنة معهم! أو هو التفاخر والتباهي الذي أصبح أمراً لابُدّ منه ومقوماً من مقومات الحياة الزوجية وأسسها؟ أو هو جري وراء ما شاع لدى الناس حتى إن تناقض مع شرعنا القويم, وديننا الحنيف؟ وليس غرضنا من الحديث طبعاً أن نقول: إنّ البيت للزوجين شيء غير مهم، لكن نقول: هل إن فُقد البيت بسبب قلة المادة معناه أنّ الشاب غير مؤهل للزواج، ولا يُرحب به أبداً كخاطب؟! خصوصاً ونحن نرى الآثار السلبية لكثرة الطلبات من أهل الزوجة.. ونتساءل أين تطبيق قول رسولنا الأكرم (صلى الله عليه وآله): “إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير”.(1)