أسباب كذب الأطفال

مشكلة الكذب عند الأطفال من أكثر المشاكل التي يعاني منها الوالدان، فخطر الكذب يكمن غالبًا في أنّه وسيلة يتّخذها بعض الأطفال من أجل تمرير أخطائهم، وإذا استطاع الإفلات من الخطأ في المرّة الأولى، فسوف تُكرّر وسيلة التستّر على الأخطاء القادمة، وهذا يعطي دافعًا للطفل على تكراره، وقد يصل إلى مرحلة الإدمان، وهو ما سوف يكون في المستقبل بابًا واسعًا لكثير من المساوئ والذنوب والمعاصي، فقد رُوي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال: "إنّ الله (عزّ وجلّ) جعل للشرّ أقفالًا، وجعل مفاتيح تلك الأقفال الشراب، والكذب شرٌّ من الشراب"(1)، ومن هنا ينبغي الانتباه إلى الأسباب التي تكمن وراء كذب الأطفال، وأبرزها: 1ـ بعض الآباء والأمّهات هم مَن يدفعون أطفالهم إلى الكذب عن طريق تلقينهم الكلام الذي لا ينطبق مع الواقع، فمثلًا حينما تُطرق الباب ولا يريد الأب الخروج إلى الطارق، فأنّه يأمر ولده بأن يقول له إنّه غير موجود، وهذه أوّل خطوة تضع الطفل في طريق التلبّس بالكذب، وبعد ذلك يكرّر هذا الفعل، والسبب في ذلك أنّ أسرته ومَثَله الأوّل قد مارس هذا الفعل، فالطفل يُولد وهو أرض خصبة لاستقبال الأفكار، سواء الإيجابية منها أو السلبية، ولا يُولد وهو يحمل الأفكار، وإن كانت أعمال الوالدين تؤثر فيه حتى قبل ولادته، لكن بعض الروايات الشريفة تشير إلى حقيقة أنّ الوالدين هما مَن يصنع الطفل عن طريق السلوك الذي يُتّبع معه، ولذلك إذا وجدنا الطفل يكذب، فستكون الخطوة الأولى في العلاج الانتباه إلى البيئة التي يعيش فيها. ٢ـ التشديد على الأطفال في المعاملة، والخوف من العقاب أحد أسباب الكذب الرئيسة، بخاصّة ممارسة العنف الجسدي بحقّه، ومنعه وحرمانه من الأشياء التي يحبّها، فبعض الآباء والأمّهات يظنّون أنّ تكليف أولادهم فوق طاقتهم هو من أركان التربية، ويتصوّرون أنّ ذلك أمر ممدوح؛ لكنّهم يغفلون عن حقيقة أنّ التكاليف الشديدة ليست مرغوبًا بها؛ لذلك يلجأ الأطفال إلى الكذب إذا لم يقوموا بها لكي لا تؤدّي إلى انزعاج الوالدين. 3ـ جلب الانتباه، فالطفل يحرص على تحقيق مكانته لدى والديه، أو المجتمع الذي يعيش فيه، فيمارس الكذب في بعض الأحيان؛ لكي ينتزع ذلك الإعجاب. 4ـ التقصير في تلبية احتياجات الطفل مع وجود القدرة، ويُقصد بالاحتياجات الحلوى، وبعض الأكلات التي يحبّها، أو الألعاب التي يستأنس باللعب بها. وهناك عوامل أخرى. ................................ (1)وسائل الشيعة: ج12، ص244.