معهد القرآنِ الكريم النسوي يحتفي ببلوغِ طالبات دوراته القرآنية سن التكليف الشرعي
لما للقرآن الكريم من أثر بالغ عندما تنشأ الأجيال في رحابه، حيث يتحلّى مَن يعيش في ربوع القرآن بفصاحة اللسان والبلاغة والخُلق الحميد، ولأنّ القرآن الثقل الأكبر الذي أوصى الرسول (صلى الله عليه واله و سلم) وأهل بيته الكرام (صلوات الله عليهم) بالتمسّك به، عمد معهد القرآن الكريم النسوي التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة إلى إقامة الحلقات الدراسية القرآنية الخاصّة بالفئات العمرية الصغيرة لينشأوا النشأة الصالحة، فضلًا عن اهتمام المعهد بتعليم الطالبات مسائل دينهنَّ، فاحتفى بطالباته للسنة الثانية ببلوغهنَّ سنّ التكليف الشرعي، والبالغ عددهنَّ (250) طالبة، القادمات من مقرّ المعهد في محافظة النجف الأشرف، وفرع المناذرة، وفرع كربلاء المقدّسة، وفرع الهندية، وفرع بابل، وفرع ذي قار، وفرع واسط إلى كربلاء المقدّسة في قاعة مجمّع الشيخ الكليني (طاب ثراه) بحضور أمّهات الطالبات. تضمّن الحفل تلاوة مباركة لآيات من الذكر الحكيم، ثم كلمة الأمانة العامّة التي ألقاها عضو مجلس الإدارة ورئيس هيئة التربية والتعليم العالي الدكتور عبّاس رشيد الموسويّ التي قال فيها: (ولعلّ من النوافل أن نقول للآباء إنّ ثمّة مسؤولية عظمى تقع علينا تجاه الأبناء، وإنّ علينا أن ندرك تمامًا أنّ الأبناء وديعة من الله تعالى، وأنّه جلّ وعلا سيسألنا حتمًا عن هذه الودائع، لذلك نحن نعوّل كثيرًا على جهد عوائلنا في تحويل هذه المناسبة إلى ذكرى محبّبة يتمّ استذكارها على نحو يشبه الاحتفال بالولادات...أيّتها الفاطميات الزينبيات، نبارك لكُنَّ بلوغكنَّ سنّ التكليف الشرعي، وانضمامكنَّ إلى موكب النور الملائكي، السائر على خُطى الزهراء في حمل المشروع الإلهي). ثم ألقت إحدى طالبات المعهد المميّزات قصيدة عن الحجاب، من أبياتها: رفعت من منهج الأسلاف شأنًا فارتقى نحو الثريّا مستواها شاهد بعدها الحضور تقارير مصوّرة عن الاستعدادات التي سبقت الحفل، بعد ذلك قدّمت الطالبات عرضًا مسرحيًا حمل عنوان: (الحصانة)، تناول القيم الأخلاقية الدينية، والحجاب، وبرّ الوالدين. وعبّرت بعض الطالبات عن شعورهنَّ بوجودهنَّ ومشاركتهنَّ في الحفل، حيث قالت الطالبة (رقيّة يحيى): إنّه شعور جيّد أن أحفظ القرآن الكريم، وأن أكون في ضمن مَن يحفظونه. أمّا الطالبة (سجى عليّ حياوي) فقالت: شعوري اليوم جميل جدًا، إذ تعلّمنا قراءة القرآن قراءةً صحيحةً، وقد حفظتُ (4) أجزاء من القرآن الكريم بمساعدة والدتي ومعلّمتي، مثلما تعلّمنا أداء صلاتنا بشكل صحيح. وقالت الأستاذة صفاء خليل حيدر من معهد القرآن الكريم ـ فرع بابل: تأسّس معهدنا في عام (2014م) وإلى اليوم مستمرّ بفعّالياته، حيث تخرّجت فيه الكثير من الطالبات، فإضافة إلى حفظ القرآن الكريم نقدّم دروسًا في الأحكام الفقهية، إلى جانب فقرة الأعمال الفنّية، لكن يبقى محور تركيزنا على القرآن الكريم. وقالت ضحى حازم/ إحدى الطالبات المشاركات بتقديم العرض المسرحي: شعوري بوجودي في معهد القرآن الكريم جميل جدًا، فعندما اختاروني للتمثيل في العرض المسرحي فرحتُ جدًا واستمتعتُ كثيرًا، وأمام الحضور الكبير تحفّزنا لنقوم بأمور أكبر، ممّا أضاف لي قوة في كيفية الحفاظ على حجابي. وقالت نور الزهراء باسم: حفظتُ الجزء (30)، وتعلّمتُ أمورًا كثيرة، وشاركتُ في العرض المسرحي، فانتابني شعور بالبهجة، ونلتُ التوفيق. خُتم الحفل بتوزيع الهدايا على المكلّفات، وهي عبارة عن العباءة الزينبية، فارتدتها المشاركات في الحفل، ثم ارتقينَ المسرح ليقرأنَ سويًّا نشيد التكليف المُعدّ للحفل بعنوان: (ولا يبدينَ زينتهنَّ). وبالقرآن ستكون أجيالنا فصيحة اللسان محفوظة آمنة.