رياض الزهراء العدد 195 تمكين المرأة
لا تقفزي إِلى القمة.. بل ابحثي عن السلم
تبحث المرأة دائمًا عن النجاح، إنّه أمر يسري في دمائها، فهذا المخلوق الذي يتحمّل كلّ المصاعب والمسؤوليات، بالطبع هو ناجح، فالنجاح لا يقتصر على الشهادات العُليا، بل يكفي أنْ يؤدّي الشخص تكليفه الشرعي والاجتماعي على أتمّ وجه، لكن خلق الله تعالى لنا الكمّ الهائل من الطاقة المخزونة التي قد لا نعرف بوجودها إلّا عند الأزمات، فهي تخرج أفضل ما فينا، والمرأة بطبيعتها تسعى إلى الكمال في كلّ الحالات، لكن قد تخفق إحداهنَّ عند محاولتها في الوصول إلى الدرجة التي تريد، فتشعر بالإحباط، لكنّها يجب أن تعلم أنّ أحد أسباب الإخفاق أحيانًا هو التسرّع الشديد للوصول إلى الهدف، فعندما تقرّرين تعلّم لغة جديدة، فلا يمكن إتقانها بدخول دورة تعليم بسيطة، بل تحتاج إلى تخصيص وقت معيّن يوميًا، حتى لو كان ربع ساعة، أو تعلّم (5) كلمات فقط، وهذا الاستمرار كفيل بالتعلّم الناجح، أو عند محاولة إنقاص الوزن مثلًا، فمن المؤكّد أنّ ما تجمّع في سنوات لا يكفيه شهر لإزالته، بل يحتاج إلى وقت أطول، أقلّه (6) أشهر مثلما يقول الخبراء، إذن يجب عليكِ عند وضع هدف ما في رأسكِ، أنْ تكوني متيقّنة أنّ القمّة لا يمكن أنْ تصلي إليها بقفزة واحدة، بل تحتاجين إلى البحث عن السلّم الصحيح الذي تنتقلين عن طريقه إلى درجة درجة، وبذلك تكونين قد أتقنتِ عملًا، وتعلّمتِ درسًا، ولا يخلو هذا السلّم من الدروس الكثيرة التي قد تتعلّمينها، والعلاقات الجيّدة التي قد تكوّنينها، وربّما تكتشفين في أثناء مسيرتكِ العديد من المواهب المكبوتة، وهذا ما يعنيه الكاتب فهد الأحمدي بنظريتهِ: (تبقى الأشياء ساكنة حتى تأتيكَ الأفكار لتنفيذها)(1)، ويذكر لنا جملة من الأمثلة التي تجسّد الأفكار، فتتحوّل إلى أفعال، منها: (تفاءلوا بالخير تجدوه)، و(ما تؤمن به اليوم يأتيكَ غدًا)، ومن عوامل النجاح الكبيرة تشجيع النفس الداخلية وتدريبها على الإيجابيات، مثلما أنّ تطوير العقل الباطن وتلقينه بأنّكِ ناجحة، بخاصّة قبل النوم، يجعلكِ ناجحة فعلًا في حياتكِ، وعلى عكس ذلك فأنّ الأفكار السلبية دائمًا ما تؤدّي إلى التعاسة، فهي تحرّككِ لا إراديًا نحو الفشل، وهذا ثابت علميًا عند علماء النفس، فتتجلّى هذه الكلمات بنظرية جميلة للكاتب ذاته: (أفكارنا طاقة تتجسّد قربنا كأحداث)(2). ............................................ (1)نظرية الفستق: ج1، ص89. (2)المصدر نفسه.