رياض الزهراء العدد 195 تمكين المرأة
تمكين المرأَة علميا: إِسهام فعال في رفع نسبة النجاح في مشروع الزواج والتربية
يؤدّي العلم دورًا كبيرًا في تطوّر المجتمع وتقدّمه، ولأنّ المنظومة المجتمعية تتكوّن من أفراد، فكلّما كان أفراد المجتمع متعلّمين ومثقّفين ازدادت نسبة تطوّره وتقدّمه، وكلّما انخفضت نسبة تعليم الأفراد، انخفضت معه نسبة تطوّر المجتمع وازدهاره. وممّا لا شكّ فيه أنّ تعليم المرأة يُعدّ عاملًا مهمًّا جدًا في عملية التطوّر والتقدّم الحاصل في المجتمع؛ لكونها المسؤولة عن تعليم نفسها أولًا، وعن تعليم الجيل القادم ثانيًا، فالأمّ الجاهلة من الصعب جدًا أن تُشارك في تدريس أولادها، أو تتابع سير تعليمهم. وكذلك موضوع التربية سيكون مختلفًا جدًا فيما لو كانت الأمّ متعلّمة ومطّلعة على أساليب التربية الصحيحة، ومتابعة للتطوّرات الحاصلة في العالم على الصعيد التكنولوجي وغيره؛ لأنّ كلّ الأمور اليوم مرتبطة بالتعليم والحداثة. والمرأة غير المتعلّمة لا تستطيع أنْ تواكب التطوّر، وأن تتحدّث مع أطفالها بلغة العصر، وتحاورهم بالأسلوب الذي يتوافق مع أهدافهم وتطلّعاتهم الفكرية؛ لذلك من الأمور المهمّة جدًا هو تمكين المرأة، وتقوية دورها في الساحة العلمية؛ لتواكب المجتمعات المعاصرة، فدور المرأة اليوم يختلف عن دورها بالأمس؛ لأنّ الأدوار باتت ترتبط بمدى حاجة الساحة والمجتمع لها. ويا للأسف هناك جهات تحثّ على تعطيل المرأة، وتقف ضدّ تعليمها وتطوّرها علميًا وثقافيًا، فإذا سخّرت المرأة جميع وقتها للبيت والأسرة، فكيف يا ترى ستجيد الطرق المناسبة للتعامل مع الزوج والأطفال في جوّ خالٍ من المشاكل والاضطرابات؟ ألا يحتاج الزواج إلى ثقافة وتعلّم الطرق المناسبة للتعامل مع الشريك؟! الأطفال أنفسهم، ألا يحتاجون أن تتعلّم أمّهم من أجلهم أساليب التربية التي تتوافق مع زمانهم وعصرهم؟! ألا يحتاجون إلى أمّ تفهمهم وتتخاطب معهم بلهجة يفهمونها؟! المجتمع ذاته يحتاج إلى نساء متعلّمات وبارعات في المجال العلمي، ينافسنَ المحور الآخر من العالَم ويتقدّمنَ عليه، فمَن يحاول اليوم تحجيم دور المرأة، ويقيّد عطاءها العلمي في المجتمع، فإنّه يتحمّل وزرها، ووزر تحجيم دورها في المجتمع الإسلامي وتقييدها مقابل القدرات التي منحها الله تعالى إياها، ووزر تقصيرها في أداء واجباتها الإلهية المكلّفة بها. إذًا هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المرأة تجاه الإسلام من الناحية التثقيفية، والنهوض بالواقع العلمي في المجتمع، سواء بالنسبة إلى جيلها أو الأجيال القادمة، ومن هنا تأتي الضرورة الملحّة على وجود نساء واعيات، متعلّمات، مثقّفات في المجتمع الإسلامي، يجاهدنَ في نشر العلوم والمعارف، ويرفعنَ منسوب العلم في المجتمعات بشكل عام.