رياض الزهراء العدد 195 تاج الأصحاء
مقاومة الإِنسولين..العدو الخفي
كثيرًا ما نسمع بمصطلح مقاومة الـ(إنسولين) أو مقدّمات مرض السكّري، وبات معروفًا أنّ الـ(إنسولين) هو هرمون يفرزه البنكرياس، وظيفته تسهيل عملية إدخال السكّر، أي الغلوكوز من الدم إلى خلايا الجسم بعد تناول الطعام، ومن ثم تحويله إلى طاقة، وتنخفض مستويات السكّر في الدم، ويتوقّف إفراز الـ(إنسولين)، لكن في حالة مقاومة الـ(إنسولين) الخلايا لا تستقبل السكّر، ومن ثم يرتفع مستوى السكّر في الدم، فيحاول البنكرياس تنظيم مستوى السكّر عبر إنتاج المزيد من الـ(إنسولين)، إلى أن يُصاب بالتلف ويتوقّف إنتاج الـ(إنسولين)، فتزيد نسبة السكّر في الدم، وهنا تكون الإصابة بمرض السكّري حتمية، ففي بداية الإصابة لا تظهر أعراض واضحة، حتى تصل مستويات مقاومة الـ(إنسولين) إلى نسبة مرتفعة، أو تكون قد تطوّرت إلى داء السكّري. وأكّدت الدراسات على أنّ كلّ الأشخاص معرّضون للإصابة بمقاومة الـ(إنسولين)، فله ارتباط وثيق بحالات السُمنة، وتكيّس المبايض، وارتفاع ضغط الدم، والكوليسترول، ومرض الكبد الدهني، وأسباب وراثية، وأظهرت العديد من الاختبارات أنّ تناول الكثير من السعرات الحرارية والدهون الزائدة، بخاصّة تلك المتراكمة حول البطن والأعضاء الداخلية يؤدّي إلى إطلاق ما يُسمّى بالأحماض الدهنية والهرمونات الالتهابية التي تسبّب مقاومة الـ(إنسولين)، بخاصّة عند الذين يعانون من الوزن الزائد، لكن هذا لا يعني أنّ ذوي الوزن المنخفض والطبيعي غير مُعرّضين لذلك، بل يجب إجراء فحص لمستويات السكّر في الدم، ومن أبرز عوارض مقاومة الـ(إنسولين) الشعور بالإرهاق؛ لأنّ الخلايا لا تستفيد من الغلوكوز الزائد، وقد تظهر بُقع داكنة على الجلد بخاصّة على منطقة الرقبة والإبط والفخذ، وارتفاع ضغط الدم، والذي بات يُسمى بـ(القاتل الصامت)، لأنّ هناك أشخاص مصابون به من دون أن تظهر عوارضه؛ لذا يجب التأكّد من ضغط الدم بدءًا من عمر (20) عامًا بخاصّة إذا كان هناك عامل وراثي في العائلة، والإصابة بداء السكّري من النوع الثاني، وتكرّر التبوّل، وتغيّرات في شبكية العين، والصداع، والتهابات المهبل، وبطء التئام الجروح، وتغيّرات هرمونية، بخاصّة هرمون الـ(إستروجين) والـ(تستوستيرون)، وتكيّس المبايض، والجوع والرغبة في تناول الحلويات. وكلّ هذه الأسباب والعوارض لها حلّ إن اتّبعنا نظام حياة صحّي ورياضي عن طريق خطّة العلاج والوقاية. كيف يمكننا علاج مقاومة الـ(إنسولين)؟ هناك بعض التغييرات الوقائية التي يجب إدخالها على نظام الحياة؛ لتسهم في علاج مقاومة الـ(إنسولين)، أبرزها إنقاص الوزن، وزيادة النشاط البدني، اتّباع نظام غذائي صحّي خالٍ من السكّر والكربوهيدرات، واعتماد نظام غنيّ بالخضروات الغنيّة بالألياف، والفاكهة، والبروتينات الخالية من الدهون، والأسماك، وأوميغا (3)، والبيض، والبقول، وممارسة الرياضة، حيث تسهم ممارستها بشكل منتظم كالمشي أو أيّ نشاط آخر لمدّة (3) ساعات على الأقلّ أسبوعيًا في حرق الدهون، فضلًا عن التقليل من السعرات الحرارية التي ستؤدّي إلى التحسّن في مقاومة الـ(إنسولين)، ومن ناحية أخرى أثبتت الدراسات أنّ إدارة التوتّر، وتخفيف الإجهاد يقلّلان من الضغط على الغدد الكظرية، فضلًا عن النوم لمدّة كافية ليلًا تتراوح بين (6ـ9) ساعات، والصيام المتقطّع، والامتناع عن التدخين إن كان المصاب مدخّنًا، كلّها عوامل تساعد في الحفاظ على مستوى الـ(إنسولين)، ويمكن العلاج عبر بعض الأدوية التي يصفها الطبيب. هذه الوصايا إذا اتّبعها المصاب، فمن الممكن أن تسهم مع مرور الوقت بخفض مستويات السكّر، ثم انخفاض ضغط الدم، وانخفاض نسبة الدهون والكولستيرول الضارّ، عندها ستشفى متلازمة مقاومة الـ(إنسولين). ........................................... (1)محاضرة للدكتور سيلفيو انزوتشي/ مدير مركز (ييل) لداء السكّري. (2)محاضرة للدكتور خالد أبو العزم/ طبيب السكّري والغدد الصمّاء. (3)محاضرة للدكتور أحمد الخطيب/ صيدلي ومدرّب مهارات حياتية. (4)محاضرة للدكتورة إليانا دي فيليبس/ اختصاصية الغدد الصمّاء في (مايو كلينك).