الطريق الى الجنة

مها عمّار حميد/ التوجيه الديني النسوي
عدد المشاهدات : 162

إنّ الناس على الرغم من اختلاف دياناتهم ومعتقداتهم، إلّا أنّهم يطمعون في حياة أخروية سعيدة لا يشوبها أيّ نوع من أنواع العذاب، وكلّ إنسان بحسب دينه ومعتقده يعمل على كسب الراحة بعد الموت، والوصول إلى رضوان الله تعالى ونيل الدرجات العليا، ولا يُنال ذلك إلّا بالعمل وَفق أوامر الله تعالى وترك كلّ ما أمر بتركه. فعلى الرغم من أنّ أنبياء الله ورسله وأولياءه كانوا يعلمون أنّهم من أهل الجنّة وسادتها، إلّا أنّهم لم يتركوا العمل المستحبّ من نوافل وغيرها، ويخشون الله ويخافون عقابه، ويحذّرون الناس من التهاون في العبادة، ويوصون بطاعة الله في كلّ أوامره. وقد يقول بعضهم إنّ هناك الكثير من الأعمال المستحبّة التي لها الثواب العظيم والأجر الكبير الذي ننال به رضا الله سبحانه والجنّة، وهذا أمر صحيح، لكنّه لا يعني التهاون بالواجبات وتركها، فمثلًا للبكاء على مصاب سيّد الشهداء (عليه السلام) فضل وأجر عظيم، فقد رُوي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "كلّ عين باكية يوم القيامة إلّا عينًا بكت على مصاب الحسين، فإنّها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنّة"(1)، لكن هذه الرواية تجعلنا نفكّر أكثر، ونسأل أنفسنا: هل بكاؤنا هذا يعني أنّنا عرفنا الحسين (عليه السلام)، وأحسسنا به وشعرنا بمصابه، وعرفنا سبب خروجه وتعرّضه هو وأهل بيته وصحبه حتى طفله الرضيع لهذه الفاجعة العظيمة؟ إذن هذه الدموع تهدينا لمعرفة نهج الحسين (عليه السلام)، وما أراد هذا الإمام العظيم من الخروج الذي فيه نصرة لدين الله، وإثبات لشرائعه والعمل بسيرة جدّه الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله)، فلأهل البيت (عليهم السلام) حقوق على هذه الأمة، من جملتها التمسّك بما جاء به جدّهم (صلّى الله عليه وآله) ألا وهي مودّتهم، ومن آثار المودّة والمحبّة اتّباع سيرتهم والعمل بنهجهم وأوامرهم، لقوله تعالى: قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى (الشورى:23). ......................................... (1)مستدرك سفينة البحار: ج1، ص403.