رياض الزهراء العدد 196 همسات روحية
صوت البكاء
السؤال: لديَّ مشكلة، وهي أنّني عندما أستمع إلى القراءة الحسينية أو المناجاة، أبكي وأضجّ بصوت عالٍ، وربّما أزعج الآخرين، لكنّي لا أستطيع أن أتمالك نفسي، إذ ليس لي وسيلة أظهر بها خجلي من ربّ العالمين غير الصراخ والبكاء بصوت عالٍ، أرجو التعليق على هذه الحالة. مضمون الردّ: هنيئًا لكم هذه الحالة، فإنّ البكاء من خشية الله تعالى والتأثّر لمصائب أهل البيت (عليهم السلام) وما جرى عليهم، من أرقى صور العبودية لله تعالى، ومقتضى حبّه سبحانه حبّ أوليائه والتعلّق العاطفي بهم، كلّ ذلك بشرط الكتمان قدر الإمكان؛ لكي لا يُفهم ذلك بأنّه رياء، فعلى المؤمن أن يتجنّب موارد التهمة وسوء الظنّ، فضلًا عن ملاحظة النيّة والبحث في جذور هذه الحالة، وهل إنّها حالة إلهية، أو ناتجة عن حالات الكبت أو الأذى النفسي؟ وأخيرًا، وأنتم في هذه الحال، توسّلوا إلى الله تعالى بأن يفتح لكم أبواب التعرّف عليه، فإنّها من أفضل ساعات الإجابة.