رياض الزهراء العدد 196 شمس مغيّبة
سلام على سيد الزمان
السلام على صاحب الثأر الذي طال انتظاره.. مَن سقى الأرض من فيض العيون دمًا.. وتد الأرض العريض، وقِبلة وباب لمَن أراد الله.. السلام على امتداد عاشوراء، ونحر لم ينضب عطاؤه.. خليفة الله الذي سيثلج قلب الزهراء (عليها السلام) عندما يأخذ بثأر جدّه الشهيد.. وسيرسي معاني التضحيات التي من أجلها كانت عاشوراء، إذ إنّ يوم الحسين (عليه السلام) كان الأساس الذي به رُفعت راية الإسلام، ولو كانت تقطر دمًا.. سيتحقّق العدل الذي من أجله قُتل الحسين (عليه السلام).. ستنعم البشرية التي من أجلها مزّقت يدا الرضيع القماط من حرارة السهم.. ستنتشر المروءة والغيرة في كلّ الأرجاء، تلك التي من أجلها قُطعت يدا العبّاس (عليه السلام)، ونبت السهم في عينه الشريفة.. سيثأر الموعود للأنصار حبًّا بمولاهم.. ستنبت القوانين الإلهية تحت كلّ قطرة دم سالت.. لقد كادت شمس الإسلام تنطفئ لولا تلك الدماء التي أسّست أساس العدل والقسط الذي سيعمّ دولة الله، التي بها يمنّ على المستضعفين، ويورثهم مواريث الأنبياء، سترى النور كلّ تلك المعاني التي مدادها العاشر من المحرّم وما بعده من نضالات، وسُبل المجد التي سارت على نهجها زينب (عليها السلام) وكلّ ذي قلب سليم، سيكون الثأر ليس بالدم فقط، بل السبيل الذي من أجله استُشهدت تلك الثلّة المباركة، والجمع المنتقى من قِبل الباري. إنّ لعاشوراء مجرىً من الحزن والحسرات، وجمرًا يُولد في قلوب المنتظرين، حتى يأتي ذلك اليوم العظيم، يوم الظهور المبارك، فمثلما مُحّص أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام)، فسيُغربل أصحاب اليوم الموعود، وستكون هناك عدّة مواقف، والفالح كلّ الفلاح مَن ثبت حتى يفي بوعده ويكون في يوم الفتح سليم القلب. نسأل الله أن يمنّ علينا بالثبات، وأن لا يجعلنا في اختبار لا تسعه قوة إيماننا تحنّنًا منه ورأفةً، وأن يشهدنا ثأر المظلوم ونصرة الغريب، واليوم الذي لاريب فيه ولا شكّ، وأن يُسلّمنا ممّا يبعدنا عن الانتظار الحقيقي ويصرفنا عن واجبنا في هذه الأيام التي هي بمنزلة العُدّة لتلك الأيام العِظام.