للمرأَة نصيب في فعاليات أسبوع الإِمامة الدولي العلمي الأول
أطلقت الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة في يوم: (7/ 7/ ٢٠٢٣م) فعّاليات أسبوع الإمامة الدولي العلمي الأول بحضورٍ حوزوي وأكاديمي واسع تحت شعار: (النبوّة والإمامة صنوان لا يفترقان) وبعنوان (الإمامة نظام الأُمّة). وقد تضمّن أسبوع الإمامة سبعة مؤتمرات تناولت أكثر من (30) محورًا، منها: القرآني، الحديثي، الفكري، العقدي، الفقهي، الأصولي، السياسي، الاجتماعي، التربوي، النفسي، اللغوي، الأدبي، التاريخي، الاستشراقي، ووصل عدد البحوث التي تمّ استلامها إلى أكثر من (240) بحثًا، وتمّ قبول (151) بحثًا منها، أمّا عدد الدول المشاركة فكانت (17) دولة. وتضمّنت فعّاليات أسبوع الإمامة إقامة (7) مسابقات ثقافية وفنّية: مسابقة الأفلام القصيرة، مسابقة الفنون البصرية للشباب، المسابقة الشعرية، مسابقة الخطّ، مسابقة المقالة الأدبية، مسابقة الملصقات الفنّية ومقاطع الفيديو القصيرة، مسابقة القصّة القصيرة. ولم تقتصر المساهمات العلمية والفنّية والثقافية على مشاركة الرجال فقط، بل شملت مساهمات نسوية متنوّعة، إذ اشتركت في المؤتمرات أستاذات من مختلف التخصّصات، وفازت أقلام نسوية في المسابقات المتنوّعة، إذ ارتقت المرأة منصّة العلم وقدّمت أوراقًا بحثية تحت عناوين مختلفة، فليس بالجديد على العتبة العبّاسية المقدّسة دعم المرأة وإشراكها في برامج كهذه، إيمانًا منها بدور المرأة الكبير في كلّ مفاصل الحياة، وتأكيدّا على إمكانات المرأة العلمية. نقدّم في هذا التقرير نبذة عن تلك العناوين التي طُرحت في المؤتمر من قِبل أستاذات من مختلف التخصّصات. د. ريما حسين أمهز من كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية قدّمت بحثًا بعنوان: (أبهى صور العدالة في نهج الإمام عليّ (عليه السلام)، جاء فيه: إنّ الإمام عليّ (عليه السلام) يمثّل في جملة كيانه أبهى صورة للإنسانية، فهو من الأفذاذ النادرين الذين إذا عرفناهم على حقيقتهم، فقد عرفنا أنّ محور عظمتهم هو الإيمان المطلق بكرامة الإنسان، وحقّه المقدّس في الحياة الحرّة الشريفة، فكان يروم إلى إقامة مبادئ العدل والمساواة والحرّية، وإشاعة مكارم الأخلاق، وأن يكون للمسلمين في رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أسوة حسنة، وتتبّعت في بحثها خطوات الإمام عليّ (عليه السلام) وهو يسنّ الأنظمة والدساتير التي تحمل كلّ معاني السموّ والرقيّ والتقدير للإنسان؛ ليصنع مسار الأمة على غفلة من التاريخ الذي لم يمنحه إلّا بضع سنوات عجولة. د. زهراء عليّ دخيل/ أستاذة اللغة العربية وآدابها في الجامعة اللبنانية قدّمت بحثًا بعنوان: (دور الإمام عليّ - عليه السلام - في وضع أسس علم النحو العربي وتأصيل قواعده)، تناولت فيه أهمّية دور الإمام عليّ (عليه السلام) بقولها: (لقد وقع على عاتق الإمام عليّ (عليه السلام) أن يواجه التحدّيات التي أصابت لغة القرآن الكريم من جرّاء اختلاط العرب بغيرهم من القوميات والأجناس واللغات الذي واجهت الأمّة الإسلامية، وتكفّل بمَهمّة الحفاظ على القرآن الكريم من اللحن والخطأ بعد توسّع الإسلام، وإنّ اللحن بدأ يدبّ إلى ألسنة العرب وبدأت تضعف السليقة، فالنحو لم يظهر فجأة، ولم يُوضع عبثًا، وأملت الضرورة وضع أسس تصنيفية لضبط الكلام، ومعالجة المرض الذي يهدّد الأمة الإسلامية وكتاب الله). د. رباب صالح حسن الأستاذة في كلية التربية في الجامعة المستنصرية أوضحت في بحثها الموسوم بـ(الثنائيات الضدّية في نثر الإمام الحسن (عليه السلام): الخُطب أنموذجًا) أنّ: (الخُطب اتّكأت على بعض الأساليب الفنّية والبلاغية المستمدّة من الإعجاز القرآني، وهو الإمام الحسن (عليه السلام) سليل الدوحة البلاغية المحمّدية والعلوية، فأدّى ذلك الاتّكاء دورًا عموديًا هرميًا للوصول إلى درجة الصفر في تحريك النصّ نحو الذروة، وإحداث الانفعال العاطفي من جهة، والمحاججة العقلية والمنطقية من جهة ثانية)، وأبرزت الدراسة ظاهرة الثنائيات الضدّية التي عمد إليها الإمام الحسن (عليه السلام) في توضيح المقصد وإبراز الفكرة المركزية المحورية حول أحقّية الخلافة، واعتمدت الدراسة على الجمع الذي قامت به الباحثة لخُطب الإمام الحسن (عليه السلام) باعتماد المنهج الوصفي في الإجراء التطبيقي. د. وفاء صاحب مهديّ/ كلية التربية للبنات ـ جامعة بغداد قدّمت بحثًا بعنوان (تحليل خطابي لرسائل الإمام المهديّ (عجّل الله فرجه الشريف) في وقت الغيبة)، ذكرت فيه: أنّ قضية الإمام المهديّ (عجّل الله فرجه) لا تنحصر في مسألة ولادته السرّية الغامضة، أو غيبته الصغرى والكبرى، فهناك مضامين أخرى يمكن شمولها، أحدها يخصّ الدراسة اللغوية لكلماته الشريفة وخطاباته، وبالتحديد رسائله أو (توقيعاته) إلى خواصّ أصحابه في أثناء غيبته، ففي الحقيقة تشكّل هذه الرسائل كنزًا عظيمًا يمكن بحثه بلحاظ العلوم الفقهية والعقائدية والتاريخية، وغيرها. وقدّمت الأستاذة في جامعة وارث الأنبياء الدكتورة فردوس هاشم العلوي بحثًا تناولت فيه أحقّية الإمام عليّ (عليه السلام) في دلالة الآيات القرآنية، وبيّنت أنّ بحثها يُعدّ من الموضوعات المهمّة في العلوم التفسيرية والمباحث العقائدية على السواء، التي تلامس عقيدة المسلم في حقيقة اختياره لمَن هو أولى وأحقّ بمنصب الزعامة من بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، ألا وهو الإمام عليّ (عليه السلام)، فهو عِدل القرآن، وباب علم مدينة رسول الله (صلّى الله عليه وآله). فيما سلّطت الأستاذة في كلية الفقه ـ جامعة الكوفة الدكتورة خولة مهديّ شاكر الجرّاح الضوء على (مناهج تفسير القرآن الكريم عند الإمام عليّ ـ عليه السلام ـ، المنهج القرآني، المنهج اللغوي، المنهج الموضوعي)، وجاء في البحث أنّ لعلوم القرآن الكريم - وهي كلّ مصطلح يؤشر إلى حقيقة قد انتظم عليها القرآن الكريم- مباحثها المتخصّصة بها، وهي مباحث هائلة توافر على دراستها أساطين هذا الفنّ، وعلماء الدراسات القرآنية، والمتخصّصون بعلوم القرآن الكريم. وقدّمت الباحثة الإيرانية الدكتورة فاطمة أبو حمزة من الجامعة التكنولوجية ـ أمير كبير والمؤلفة في موقع العتبة الحسينية المقدّسة باللغة الفارسية، بحثًا بعنوان (الإمام المهديّ- عجّل الله فرجه الشريف- ضمان للأمن وهيبة الإنسان)، تهدف دراستها إلى توضيح الاعتقاد الشيعي بأنّ حضور الإمام المهديّ (عجّل الله فرجه) ووجوده هو ضمان لأمن جميع الخلائق، وسبب استمرار دوران الأرض وبقائها صالحة للسكن. وقدّمت الباحثة والتدريسية في مديرية تربية محافظة ذي قار/ السيّدة عدوية ستّار عبود الحسيناوي بحثًا بعنوان (الألفة في نهج البلاغة: تحليل أسلوبي وظيفي)، جاء ذلك عبر مشاركتها ببحث في جلسة اللغة الإنجليزية، وتناول البحث مفهوم الألفة في خمسة مقاطع من رسائل الإمام عليّ (عليه السلام) في نهج البلاغة من وجهة نظر أسلوبية وظيفية. الباحثة زينات السادات مطهّري بحثاً بعنوان (المهدويات والرحلة من الأقاصي إلى المركز) من إيران: جاءت مشاركتها ببحثٍ باللغة الإنجليزية، وبحسب الباحثة تُعدّ دراستها عبارة عن تحليل بلاغي لنشيد (سلام يا مهديّ)؛ للتحقيق في مركزية المهدويات في الخطاب الشيعي، لهذا الغرض تمّت استعارة مفهومي (الانصراف) و(التبادر) من علم أصول الفقه الإسلامي، وتمّ توظيفهما في الخطاب الشيعي العام. كان هناك العديد من المساهمات المتنوّعة التي تناولت مضامين مختلفة طُرحت للمناقشة في أسبوع الإمامة العالمي الدولي الأول، والذي انعقد في: (6 – 13/ تموز/ 2023م)، واشتركت فيه العديد من الجنسيات، جاء المؤتمر لتجديد ذكرى عيد الغدير الأغرّ المباركة، وإثراء المكتبة الإسلامية ببحوث رصينة تغنيها.