النبي إِدريس (عليه السلام) وملك الموت
قال الله تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا)(مريم:56- ٥٧). قيل: هو سبط (شيث) وجدّ نوح، واسمه (أخنوخ)، ورُوي أنّه أُنزِل عليه (30) صحيفة، وأنّه أول مَن خطّ بالقلم، ونظر في علم النجوم والحساب، وأول مَن خاط الثياب ولبسها وكانوا يلبسون الجلود(1)، وعن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال: "قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أخبرني جبرئيل أنّ ملَكًا من الملائكة كانت له عند الله منزلة عظيمة، فعتب عليه فأهبطه من السماء إلى الأرض، فأتى إدريس (عليه السلام)، فقال له: إنّ لكَ عند الله منزلةً فاشفع لي عند ربّكَ، فصلّى ثلاث ليالٍ لا يفتر، وصام أيّامها لا يفطر، ثم طلب إلى الله (عزّ وجلّ) في السحر في المَلَك، فقال المَلَك: إنّكَ قد أُعطيتَ سؤلكَ، وقد أطلق الله لي جناحي، وأنا أحبّ أن أكافيكَ، فاطلب إليّ حاجة، فقال: تريني مَلَك الموت، لعلّي آنس به، فإنّه ليس يهنّئني مع ذكره شيء، فبسط جناحه، ثم قال: اركب، فصعد به، فطلب مَلَك الموت في السماء الدنيا، فقيل له: اصعد، فاستقبله بين السماء الرابعة والخامسة، فقال المَلَك: يا مَلَك الموت، ما لي أراكَ قاطبًا؟ قال: العجب إنّي تحت ظلّ العرش حيث أُمرتُ أن أقبض روح آدميّ بين السماء الرابعة والخامسة، فسمع إدريس فامتعض، فخرّ من جناح المَلَك، فقبض روحه مكانه، قال الله (عزّ وجل): ورفعناه مكانًا عَلِيًّا "(2). أسئلة اللغز: س1: أين موضع بيت إدريس (عليه السلام) الذي كان يخيط فيه الثياب؟ س2: لماذا سُمّيَ نبيّ الله إدريس (عليه السلام) بهذا الاسم؟ ...................................... (1)بحار الأنوار: ج2، ص36. (2)الكافي: ج٣، ص٤٩٤. أجوبة القصة السابقة: ج1: هذا التعبير جارٍ في لغة العرب، يطلقون كلمة (أخ) على جميع أفراد القبيلة لانتسابهم إلى أصل واحد، مثلًا يقولون في الأسدي: أخو أسد، وأخو مذحج، وغيرها(1). ج2: لأنّهم كانوا يرون أنفسهم أقوى من غيرهم، ولأنّ القوة حين تكون بعيدة عن الحقّ تصبح سببًا من أسباب الطغيان والغطرسة، تحمل أصحابها لتنسيهم أنّهم خُلقوا ليعبدوا الله، وآخرهم الموت، فلا تزداد قلوبهم إلّا قسوةً(2). ج3: إنّ الناس إذا صلحوا صلحت أعمالهم، وإذا صلحت أعمالهم وافقت النظام العام وصلحت بها الأرض لحياتهم الأرضية(3). ج4: الشعراء، الأعراف، الأحقاف، فصّلت. .................................... (1)القصص القرآني، إيحاؤه ونفحاته: ص104.* (2)قصص القرآن، مقتبس من تفسير الأمثل: ص55.* (3) تفسير الميزان: ج ١٥، ص307.