علاج الكذب عند الأَطفال

أ. سيد صباح الصافي/ كربلاء المقدسة
عدد المشاهدات : 172

إنّ التهاون في علاج الكذب عند الطفل هو بمنزلة زرع شجرة من الخبائث في نفسه، ولنكن على علم بأننّا مسؤولون عمّا نغرسه في نفسه إلى يوم القيامة، ومحاسبون عليه، إذًا أول نقطة نضعها في الحسبان هو النصوص الشريفة التي لا تفرّق بين الكذب الأبيض والكذب الأسود، بل على العكس، إنّها تضع حدًّا واضحًا جليًّا بأنّه لا فرق بين الكذبة الصغيرة والكبيرة، سواء كان الكلام جدّيًا أم مزاحًا، فمَن يكذب في الأمور الصغيرة، فهو سينجرّ إلى الكبيرة، ومَن يكذب مازحًا فسيكذب في الجدّ أيضًا. من أهمّ الوسائل لعلاج الكذب لدى الأطفال: 1ـ علاج جذور المشكلة وأسبابها، فما الفائدة من العلاج وجذور المشكلة موجودة؟ ٢- بيان ما للصدق من فضائل ومآثر وأنّه باب لكلّ خير، وبيان ما للكذب من رذائل وأضرار وأنّه باب لكلّ شرّ، وهذا بدوره يصنع القناعة بأهمّية الصدق، ودناءة الكذب، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "إنّ عليًّا (عليه السلام) إنّما بلغ ما بلغ به عند رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بصدق الحديث وأداء الأمانة"(1). 3- الابتعاد عن ضرب الطفل في حال كذبه، والرجوع إلى دراسة الأسباب والدوافع التي أدّت إلى الكذب، وتلبية حاجات الطفل، وتنبيهه على إمكانية الحصول عليها من دون سلوك طريق الكذب. ٤- إذا كذب الطفل فمن الخطأ أن تكرّري عليه لفظة (كذَّاب)، فهذا بدوره قد يجعله يكرّر الفعل بسبب رسوخ هذه الصفة في ذهنه، فالتفكير في المعصية أو تكرار صفة العاصي والمعصية التي تلبّس بها، من شأنه أن يدفع صاحبها إلى سلوكها أكثر من مرّة. 5- جدّدي ثقتكِ بطفلكِ حتى لو كذب؛ لأنّ تجديد الثقة بالطفل من أهمّ المزايا التي تدفعه إلى سلوك طريق الصدق، أمّا إذا حكمتِ بانعدام الصدق من أول كذبة، فهذا من شأنه أن يجعله يسلك طريق الكذب، ويكون حاله كحال مَن ارتكب ذنبًا ما، فصببنا ماء اليأس على رأسه ليفقد الأمل بالتغيير. إنّ مدح الصفات الحميدة الموجودة في الطفل على الرغم من كذبه بأنّه طيّب، ونظيف، ومحبوب، وأنّ الكذب لا يناسب شخصيته، لهي طريقة سلكها العظماء في تغيير الكثيرين ممّن كانوا يسلكون طريقًا منحرفًا. ......................................................... (1)الكافي: ج2، ص104.