إِلى صغيري

علا حسين العامريّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 263

استيقظتُ هذه الليلة هلعةً على صوت طرق باب الحلم؛ ليزيح الغبار عن رفوف الذاكرة، فيوقظ جمر الحنين. صوت بكائكَ قطّع نياط قلبي، رأيتُكَ تفرّ من الألم فرار الطائر المذبوح، والسهم نابتٌ في نحركَ قطعه من الوريد إلى الوريد، هُرعتُ إلى مهدكَ لأحملكَ، لكنّني لم أجدكَ! بيد أنّ الصوت لا يزال يرنّ بصدىً عالٍ! أين أنتَ؟ لا أجدكَ، وأينما ألتفتُ أشاهدكَ! هل بقيتَ هناك على الرمضاء بلا غسلٍ ولا كفن؟ هل حقًّا سرق الموت منكَ حلم الطفولة وأنتَ لم تبلغ ربيعكَ بعدُ؟! ماذا عن التهويدة؟ مَن يقرأها لكَ في كلّ ليلة قبل المنام؟ ماذا عنّي؟ غادرتني الحياة منذ أن غادرتَها! واللبن يدرُّ عليّ في كلّ ليلة، ألا تريد أن تأخذ رشفة منه؟ ألا توجد رجعة بعد الآن؟ حقًّا يا صغيري مَن لأمّكَ بعدكَ؟!