الزِّيارَةُ_زيارة النساء للقبور

إيمان حسون
عدد المشاهدات : 203

لقد ثبت استحباب زيارة القبور في السنة النبوية الشريفة وروايات الأئمة الأطهار (عليهم السلام) وهذا الاستحباب عام وشامل للرجال والنساء وهو من أعظم القربات إلى الله(سبحانه وتعالى). وعلى هذا اجمعوا علماء الإماميّة والبعض من علماء العامّة على استحباب زيارة الرجال وكذا النساء إذا لم يستلزم ذلك منهن الجزع وعدم الصبر لقضاء الله. ولكن هناك من خالف الأسس الأصوليّة الشرعيّة وذهب إلى حرمة زيارة القبور للنساء مستندين في الحرمة إلى أحاديث منسوخة من قبل أحاديث ناسخة لها. رُوي عن أبي هريرة، أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعن زوّارات القبور.(1) ورُوي عن ابن عباس أنه قال: لعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسُرُج.(2) هذه الأحاديث المرويّة في النهي عن زيارة القبور منسوخة والناسخ لها حديث علقمة بن مرفد عن سليمان بن بريدة عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: قد كنتُ نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها، فقد أذن الله تعالى لنبيّه في زيارة قبر أمّه.(3) ورُوي عن ابن أبي مليكة أنه قال لعائشة: من أين أقبلتي؟ قالت: من قبر أخي عبد الرحمن بن أبي بكر. فقلت لها: قد نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن زيارة القبور. قالت: نعم قد نهى ثم أمر بزيارتها.(4) وهذا ما يدلّ على سبق النهي ونسخه، ويدخل فيه عموم الرخصة للرجال والنساء، واللعن المذكور هو للمكثرات من الزيارة لما تقتضيه الصفة من المبالغة، ولعلّ من أسبابه هو ما يُفضي إليه ذلك من حقّ الزوج والتبرج وما يصدر عنهنّ من الصياح والجزع ونحو ذلك، فإذا أمن من جميع ذلك لا مانع من الإذن؛ لأنّ في زيارة القبور تذكيراً للموت، وخير وسيلة للتذكير بالمعاد، وكبح النفس عن الهوى، والتعلّق المفرط بالأمور الدنيويّة، فهو تربية روحيّة مهمّة يحتاج إليها كلّ من الرجل والمرأة، ورُوي عن عائشة أنها قالت: كيف أقول يا رسول الله (تعني إذا زرت القبور)..؟ قال: قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله تعالى المستقدمين منّا والمستأخرين، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون.(5) وعلى نحو ذلك كثير من الأحاديث تؤيّد الجواز، والمفروض الاعتماد عليها في الجمع بين أحاديث الباب المتعارضة للوصول إلى ما هو الصحيح والأصح من إثبات الحلال والحرام في الشريعة الإسلاميّة. .................................. (1) مسند أحمد: ج2، ص373، سنن ابن ماجة: ج1، ص502، سنن الترمذي: ج3، ص371. (2) مسند أحمد: ج2، ص373، سنن ابن ماجة: ج1، ص502، سنن الترمذي: ج3، ص371. (3) المستدرك للحاكم: ج1، ص530. (4) المستدرك للحاكم: ج1، 532، السنن الكبرى: ج5، ص358. (5) صحيح مسلم: ج3، ص64، مسند أحمد: ج6، ص221، سُنن النسائي: ج4، ص93، السنن الكبرى: ج5، ص460.