عاشوراء..المصداق الفطري للتوحيد

م. م عبير سليم حسن الحلبيّ/ بغداد
عدد المشاهدات : 381

تباينت الأقلام في كتابة أحداث عاشوراء، ذلك اليوم الذي أذهل العقول، وأحزن القلوب المؤمنة، وكشف الغطاء عن فساد الرأي، وهوى النفس، وصراع الغابة التي سعى إليها مَن يطلب الدنيا دون الآخرة؛ لذا مهما اجتهدنا أن نكتب، فلن يكون إلّا نقطة في بحر ما كُتب وما سيُكتب، فقد بُعث النبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله) رحمةً للعالمين: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:107)، بُعث بدين يدحض الضلال والظلم، لكن ما انفكّ إبليس وجنوده من الأنس والجنّ عن محاربة المشروع السماوي الذي جعله الله تعالى لإعمار الأرض بالخير والبركة، فقد قال تعالى: قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (الأعراف:24)، فكانت واقعة عاشوراء وشهادة سبط النبيّ الأكرم الإمام الحسين (صلوات الله عليهم) المصداق الحقيقي على الإيمان بالله تعالى، والجهاد في سبيل تحقيق المبتغى من وجود الحياة على الأرض، فتراكمت الأحداث بعدها لتجريد الصور التي أراد أن يرسمها الضالّون لتضليل العقول والقلوب، فما حدث أبكى السماوات والأرض، وما فيهنَّ وما عليهنَّ، تضامنًا مع ذلك الحدث، وذلك يدلّ على تسليم كلّ ما في الكون بالوحدانية الكبرى وإيمانهم بها، إذًا هناك بُعد غيبي غائب عن العقول، وتباعدت عنه الميول، وذهب الفكر إلى أحداث سياسية، متفاعلًا معها، ومتوجّهًا إليها بكلّ الأدوات الذهنية، من دون الالتفات إلى التفاعل التكويني للخليقة مع ما كان في يوم عاشوراء الذي استُشهد فيه الإمام الحسين (عليه السلام) لكونه خامس أهل الكساء الذين خصّهم الله تعالى بالتكريم والتطهير والتفضيل على سائر خلقه، فخاطبهم في حديث الكساء الشريف: "وعزَّتي وجلالي، إنّي ما خلقتُ سماءً مبنيّةً، ولا أرضًا مدحيًّةً، ولا قمرًا منيرًا، ولا شمسًا مضيئةً، ولا فلكًا يدور، ولا بحرًا يجري، ولا فُلكًا يسري إلّا لأجلكم ومحبّتكم"(1)، ولنقف عند عبارة (لأجلكم)؛ لنوصل فكرة الترابط بينهم وبين ما خلق الله تعالى من كائنات، فما كان من تلك الكائنات إلّا انتفاض غيبيّ ومادّي بالحزن والبكاء على سيّد شباب أهل الجنّة. مسؤولية المعصوم في الدفاع عن الشريعة إنّها لمسؤولية كبرى في المواجهة والتحدّي من أجل إعلاء كلمة الحقّ في مسألة توحيد الله تعالى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكان هذا دور النبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله) ووصيّه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليهما السلام)، ثم الأئمة من ولده، الحسن والحسين، والأئمة التسعة المعصومين من ولد الحسين (عليهم السلام)، ودورهم في إكمال المسيرة، وكان يوم عاشوراء الذي استُشهد فيه الإمام الحسين (عليه السلام) يوم المواجهة، وكان الفيصل الواضح والحدّ الفاصل بين الحقّ والباطل، فعن الإمام عليّ (عليه السلام) أنّه قال: "نحن أهل البيت لا يُقاس بنا أحد، فينا نزل القرآن، وفينا معدن الرسالة"(2)، وإلى ذلك يشير القرآن الكريم في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ (النساء:59)، فهو يحثّ المؤمنين على التمسّك بالعترة الطاهرة؛ لأنّها أصل الدين، وبهم النجاة من عذاب الدنيا والآخرة. لقد واجه النبيّ وأوصياؤه (صلوات الله عليهم) مواقف ومحنًا كثيرة، حيث انحرف الناس عن خليفة النبيّ (صلّى الله عليه وآله) بعد شهادته، وأزالوا الخلافة عن مراتبها الربّانية، فحكم الأمة الطغاة الذين عملوا كلّ ما في وسعهم على إسقاط النُظم الإلهية والمسيرة الإصلاحية للإسلام، لكنّهم لم ينالوا من مقام المعصوم التشريعي والتكويني، فما انفكّ عن مَهمّته في الهداية والإصلاح لدوره الربّاني الذي أنيط به، مبلّغًا الدين الخالص من كلّ شبهة وتحريف، لقوله تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)(الروم:30)، فما كان في الشرع لابدّ من أن يكون له جذر في الفطرة، ووجود المعصوم هو تأكيد على عمل الفطرة وَفق المطلوب منها، تذكيرًا وتطبيقًا واستمراريةً للمعرفة والمعاملة داخل الحدود التشريعية التي أمر الله تعالى بها. عاشوراء الصوت الثائر للنهوض الفكري تتجدّد صرخة الحقّ في كلّ عام بتاريخ معيّن، وهو العاشر من شهر محرّم الحرام أو عاشوراء، ذلك اليوم الذي حقّق به الحسين (عليه السلام) الغاية من الموت في سبيل الله تعالى، وإعلاء كلمة الإسلام، وإرغام أنوف الحاقدين والمارقين والمنافقين، وبه مُحّص الخبيث من الطيّب، فقد قال تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) (الأحزاب:23)، فجوهر القضية الحسينية هو العطاء بلا حدود، تحقيقًا لإحياء السنّة وإماتةً للبدعة، وتوكيدًا على أنّ أمر الله سبحانه نافذ في العباد، ولا تغيير لسنّته، فقد هانت دنيا الباطل عند الحسين (عليه السلام)، وتصاغر ذلك الجيش أمامه وهو يخاطب ربّه قائلًا: "اللهمّ أنتَ ثقتي في كلّ كرب، وأنتَ رجائي في كلّ شدّة، وأنتَ لي في كلّ أمر نزل بي ثقة وعُدّة، كم من همّ يضعف فيه الفؤاد وتقلّ فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدوّ، أنزلتُه بكَ وشكوتُه إليكَ رغبةً منّي إليكَ عمّن سواكَ، ففرّجتَه عنّي، وكشفتَه، فأنتَ وليّ كلّ نعمة، وصاحب كلّ حَسَنة، ومنتهى كلّ رغبة"(3)، فهو (عليه السلام) يرى نصرة الله له على الظالم مع كلّ ما فيه من إرادة إلى الاستشهاد في سبيل الله، وحين يذكر نعمة الله تعالى عليه، ينتهي إلى قول: "منتهى كلّ رغبة"، فرغبته كانت رضا الله تعالى وليس رضا المخلوق، وهذا هو الهدف من قيامه (عليه السلام) بأن يرى الناس أنّ كلّ شيء زائل إلّا رضا الله، فإنّه منتهى رغبة المؤمنين؛ لأنّ النجاة في رضاه. ويمكن أن نستخلص من هذا الموقف ما يأتي: 1- أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تارةً يكون بالإحسان والإرشاد والتواضع والتعاون والنصيحة، وتارةً يكون بالمعارضة والانتفاضة والتضحية بأغلى شيء، وهي النفس والعيال حبًّا بالله تعالى وفي سبيله، إذ يقول في ذلك الإمام الحسين (عليه السلام): "...وأنّي لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا مفسدًا ولا ظالمًا، وإنّما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمّة جدّي (صلّى الله عليه وآله)، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر..."(4). 2- أنّ الدنيا مصيرها الزوال، وكلّ شيء يُبنى فيها زائل إلّا ما كان لله، فهو باقٍ، وقد قال في ذلك الإمام الحسين (عليه السلام): "...خُطّ الموت على ولد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخُيّر لي مصرع أنا لاقيه، كأنّي بأوصالي تقطّعها عُسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء، فيملأنَّ منّي أكراشًا جُوفًا وأجربة سُغبًا، لا محيص عن يوم خُطّ بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه ويوفّينا أجور الصابرين..."(5). 3- الصبر على الظلم له حدود يعيها الواعون، والسكوت على الظلم منقصة في حقّ الرجال، وإلى ذلك يشير الإمام الحسين (عليه السلام): "واللهِ لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقرّ لكم إقرار العبيد..."(6)، ولعلّنا نستنتج ممّا سبق معنى قول النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله): "إنّ لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدًا"(7)، فكم عدد الأنبياء والمرسلين والأوصياء والصالحين الذين كان لهم دور في الإصلاح ونشر العدل والسلام، وزرع الخير بين العباد، فهل كان لهم حرارة في قلوب المؤمنين مثلما للحسين (سلام الله عليه)؟ 4ـ أنّ نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) كانت وما تزال صرخة نهوض إنسانية، تفتح الآفاق، وتنير العقول، وتجلي الهموم، وتزيح الخوف؛ لأنّها المصداق الحقيقي والدليل على الإيمان الفطري، والطريق الصحيح لتحقيق فلسفة الخلافة في الأرض، والعلاقة العبادية بين الخالق والمخلوق، حيث ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنّه قال: "الأئمة خلفاء الله (عزّ وجلّ) في أرضه"(8)، وعن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "نحن ولاةُ أمر الله، وخزنة علم الله، وعيبةُ وحي الله"(9)، فهل يشكّ أحد في ولاية الإمام الحسين (عليه السلام) والولاء له؟ فهو خليفة الله الواجبة طاعته واتّباعه، واتّباع سنّته التي ورثها عن جدّه المصطفى (صلّى الله عليه وآله). نتائج وأحداث كونية لازمت واقعة عاشوراء لم يكن أمر استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) هيّنًا، بل كان مصابًا جللًا، فهو خليفة الله في أرضه، والداعي إلى توحيده، ووارث الأنبياء، والناطق بالحقّ، الذي يأمر بالعدل، فقد ورد عن الإمام أبي جعفر (عليهما السلام) أنّه قال: "بكت الإنس والجنّ والطير والوحوش على الحسين بن عليّ (عليهما السلام) حتى ذرفت دموعها"(10)، وعنه (عليه السلام): "إنّ أبا عبد الله الحسين بن عليّ (عليهما السلام) لمّا مضى، بكت عليه السماوات السبع والأرضون السبع، وما فيهنَّ وما بينهنَّ، ومَن يتقلّب عليهنَّ، والجنّة والنار، ومن خلق ربّنا، وما يُرى وما لا يُرى."(11)، يتبيّن لنا من هذه الروايات الشريفة موقف الكائنات وحزنهم الشديد لما أصاب الحسين (عليه السلام)، وما آل إليه فعل بني أمية من امتعاض بالغ، فانتفض الكون بالبكاء والنحيب. ونلاحظ في كلام المعصومين (عليهم السلام) بعض الدلائل التي تأخذنا إلى المعاني الحقيقية للإرادة الحسينية في إثبات وجود الخالق، وتحقيق نظامه وحكومته على الخَلق، وتطبيق دستوره القرآني الذي جاء به نبيّه (صلّى الله عليه وآله) من قبيل: 1- ما ورد في حديث أبي جعفر الباقر (عليه السلام) من ذكر النقائض من المخلوقات، فذكر (عليه السلام) الأنس والجنّ معًا، وفي ذلك حكمة تشريعية مثل ما ورد في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات:56)، فبماذا يُعبد الله تعالى؟ ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "لمّا خلق الله العقل استنطقه، ثم قال له أقبل فأقبل، ثم قال له أدبر فأدبر، ثم قال له: وعزّتي وجلالي، ما خلقتُ خَلقًا هو أحبّ إليّ منكَ، ولا أكملكَ إلّا في مَن أحبّ، أما إنّي إيّاكَ آمر، وإيّاك أنهى، وإيّاك أثيب"(12)، فبعقول العباد يحاسبهم الله تعالى. أمّا سائر الكائنات من الطير والأنعام، فهل يملكون عقلًا وقد قال تعالى: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا)؟ (الإسراء:44) نلاحظ الحكمة التكوينية، حيث جعل الله تعالى كلّ خلقه العاقل وغير العاقل يسبّح له، وذلك للملازمة بين التشريع والتكوين وصولًا إلى الغاية الفطرية، ألا وهي أنّ الله تعالى جمع الخلائق على توحيده. 2- ورد في حديث أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) ذكر لبكاء السماوات السبع والأرضين السبع وما فيهنَّ وما بينهنَّ، وكذلك الجنّة والنار، وما يُرى وما لا يُرى، فذكر (عليه السلام) ثلاثة أزواج من النقائض التي بكت على استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)، وبالعودة إلى الآية المباركة السابق ذكرها، نجد أنّ كلّ المخلوقات تسبّح لله تعالى، ونلاحظ في قوله تعالى: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) (البقرة:253)، هناك درجات المفاضلة التي جعلها الله تعالى بين رسله وبين عباده، فإنّه تعالى يمتحن خلقه ولو شاء ما فعل، لكنّه يفعل ما يشاء، وهو امتحان فطرة العباد، فمَن بقي عليها فقد آمن وكُتب عند الله تعالى من المؤمنين، ومَن ابتعد عنها فقد هوى في النار، ذلك الذي لم يفقه تسبيح الخلائق؛ لأنّ غشاوة حبّ الدنيا وملذّاتها قد أعمت بصيرته عن رؤية الحقيقة، فلو آمن واتّبع الحقّ، ما قاتل الحسين (عليه السلام) الذي أراد الإصلاح في أمة جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله). 3- نلاحظ أنّ كلام المعصوم على ما أصاب الحسين (عليه السلام) فيه دعوة إلى التفكّر والتبصّر والحذر من الوقوع في حبال الشيطان الرجيم، والابتعاد عن الفطرة التي جاهد من أجلها الحسين (عليه السلام)، وفُجع باستشهاد أولاده وأصحابه أمام عينيه، ثم سبي مَن حضر في كربلاء من عياله، فالتفكّر في ذلك أمر يرتقي بالعقول وينهض بالنفوس، فيشحذ هِمم العارفين، وينير قلوب المتّقين، ويثبّت المؤمنين؛ ليسيروا على نهج الحسين (عليه السلام) الثائر ضدّ الظلم والضلال. 4- إنّ الله سبحانه وتعالى لا يرضى بالظلم، فخلّد الإمام الحسين (عليه السلام) بالشهادة، فكانت هي المقام الأسمى له. وبذلك نرى أنّ واقعة الطفّ لم تنتهِ، فهي باقية مستمرّة، متجدّدة مدى الحياة؛ لأنّها لم تكن مجرّد حادثة مؤلمة لتُطوى في صفحات التاريخ، بل إنّها أبكت جميع الكائنات حزنًا وألمًا على مصاب سيّد الشهداء وعياله في تلك الواقعة؛ لتكون الشاهد الحقيقي على إيمان المخلوقات بصانع الكون ومبدعه، وخضوعهم لربوبيته بالتوحيد، ولولا ذلك ما بكت على مصاب الحسين (عليه السلام)، فهي المصداق الحقيقي على اتّباع النبيّ وعترته الطاهرة ( صلوات الله عليهم أجمعين)؛ لأنّهم يملكون الولاية التكوينية والتشريعية، وموالاتهم وحبّهم واجب على كلّ الخلائق. .................................................................................. (1)مفاتيح الجنان: ص577. (2)بحار الأنوار: ج26، ص269. (3)الصحيفة الحسينية: ص122. (4)بحار الأنوار: ج44، ص٣٢٩. (5)مثير الأحزان: ص29. (6)المصدر السابق: ج45، ص7. (7)مستدرك الوسائل: ج10، ص318. (8)شرح أصول الكافي: ج5، ص174. (9)المصدر نفسه. (10)كامل الزيارات: ص165. (11)بحار الأنوار: ج٤٥، ص٢٠٦. (12)المصدر نفسه: ج1، ص96.