رياض الزهراء العدد 196 ملف عاشوراء
مداد لخارطة الوجود
على ضفَّتَي جرحٍ مدادُكَ يعبـــــرُ يُسَطِّرُ ما عنهُ المَجازاتُ تقصّـــــــرُ يميطُ عن الدُنيا اللِثامَ يهزّهــــــا فتسقطُ أوهامٌ ويظهَرُ جوهَـــــــــــــــرُ يُكحّلُ في أقصى البصيرةِ أعْينــًا ترى غامضَ الأشياءِ مذ فيكَ تُبصِرُ طرقْنا غبارَ الغيبِ نطلبُ فُرصةً سَماويةَ الأبعادِ قد تتفسّـــــــــــــــــــرُ بَصرنا بغيمِ الدمعِ رملَ مفـــــازةٍ من الناسِ في درب السرابِ تحيّــروا وجوهًا من السَوءاتِ فاحَ ظلامُها بأفواههم نارُ الجحيمِ تُزمجــــــــــــــرُ فعُدنا إلى أحلامِنا نزدري بهــــــا سؤالًا وبتنا حسرةً تتكسّـــــــــــــــــــرُ أردنا حسينًا سالمًا دونَ طعنــــــةٍ وكفَّ كريمٍ لم تفارقه خنصــــــــــــــرُ أردنا لعبدِ اللهِ عمرًا مُــــــــــورَّدًا وقلبًا كما الأطفال بالحُبِّ يكبُــــــــــــرُ أردْنا أردْنا غيرَ أنَّ خطيئــــــــــةً نواصلها سرًّا وباللعنِ نجهــــــــــــــرُ أذابت كحبّاتِ الجليدِ صفاءَنــــــا وأفنتْ جناحَ الروحِ إذْ شَبَّ مجمَـــــرُ عن السبطِ أقصانا الزمانُ فهل إذا تدانى شِراعانا على النهجِ نبحـــــرُ فليتَ ضجيجَ الحجِّ أرهَفَ سمعَــــهُ لآلائهِ لمّا تلا خلفي اعبــــــــــــــروا سأضربُ هذا البحرَ فالدربُ سجدتي تعالوا طريقُ الحقِّ حيثُ أجَـــــــــــزّرُ فإنَّ حِمامَ الموتِ ما اختارهُ الفتـــــى أنا اخترتُ ياقوتَ الدِما يتحــــــــــــدّرُ وسارَ يريدُ اللهَ ودّعَ بيتَـــــــــــــــهُ وطافَ يدلّيهِ الهيامُ المُنــــــــــــــــــوَّرُ يُصدِّقُ رؤيا الذبحِ ما ارتدَّ طرفُـــهُ يَتلُّ جبينَ القلبِ ينصاعُ أكبــــــــــــــرُ ويُشرعُ أحضانَ اللقاءِ حنينــــــــهُ كواكبُ أسرارِ الوجودِ تكــــــــــــــــوَّرُ فيا رَعشةَ المذبوحِ من فرطِ عشقِهِ لأجلِكِ كانَ الكونُ أو يُتَصــــــــــــــوّرُ وأختٌ لهُ قصّت خطاهُ فكلّمــــــــا أفاءَ لنهرٍ روحُها تتبعثَـــــــــــــــــــــرُ تقولُ أيا كفَّيَّ هلاّ علمتمـــــــــــا بأنْ قد خُلقْتا للذي منه أحــــــــــــــــــذرُ تدلّى على الأرضِ السماءُ وتنحني تكادُ ولولا أنتما تتفطّـــــــــــــــــــــــــرُ وتختارُ أنْ تهوي إليهِ تضمّــــــُهُ إلى كُلِّها الموتورِ فيهِ وتزفُـــــــــــــــــرُ فأُسنِدُها بالسبطِ شِلْوًا فتستــــــوي وفي صدرها من حزنِ عينيهِ خِنجَــــــــرُ