"ينصروننا"

ميثاق نعمة بخيت/ شعبة التوجيه الديني النسوي
عدد المشاهدات : 235

ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "إنّ الله تبارك وتعالى اطّلع على الأرض فاختارنا، واختار لنا شيعة ينصروننا ويفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا، ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا، أولئك منّا وإلينا"(1). هذه الرواية الشريفة وروايات أخرى تؤكّد على أنّ من صفات الشيعة أنّهم يفرحون لفرح أهل البيت (عليهم السلام) ويحزنون لحزنهم، فما المقصود بذلك الفرح والحزن؟ هناك أكثر من رأي، وكلّها آراء متينة مقبولة، منها أنّ الشيعة تفرح في ذكرى مولد المعصومين (عليهم السلام) والأيام المميّزة التي فيها تأكيد على ولايتهم، كيومي الغدير والمباهلة، مثلما تحزن الشيعة بمناسبة استشهادهم (عليهم السلام)، وكذلك في المناسبات الحزينة كيوم هدم قبور أئمة البقيع (عليهم السلام)، وهذا ما دأب عليه الشيعة على مرّ الأزمان بغضّ النظر عن الثمن، وهذا ما أكّد عليه الإمام الصادق (عليه السلام) بقوله: "ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا"، فالنصرة تكون بالثبات والسَير على خطّهم، والحفاظ على إرثهم، وأن نُعرِّف العالم بظلامتهم، وبقدرهم ومكانتهم، فقولنا للمعصوم (عليه السلام): (بأبي أنتَ وأمّي) يلازمه إظهار الحزن والجزع في أيام حزنهم، وإعلان الحداد ولبس السواد، وتعريف الناس بهم، حينها سنكون قد نصرنا أهل البيت (عليهم السلام)، وقد جاء في حديث السيّدة الزهراء (عليها السلام) مع أبيها (صلّى الله عليه وآله) وهي تسأله عمّن سيبكي على ولدها الحسين (عليه السلام) وهو يُقتل في زمن يخلو منها ومن أبيها (صلّى الله عليه وآله) ومن أمير المؤمنين (عليه السلام)، فيجيبها (صلّى الله عليه وآله): "يا فاطمة، إنّ نساء أمتي يبكون على نساء أهل بيتي، ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي، ويجدّدون العزاء جيلًا بعد جيل في كلّ سنة..."(3). ........................................................ (1)بحار الأنوار: ج٦٥، ص ١٨. (2)المصدر نفسه: ج44، ص٢٩٣.