رياض الزهراء العدد 197 نافذة على المجتمع
مجمع العفاف النسوي.. أَيقونةُ كربلاء التجاريةُ
أُسّس مجمّع العفاف النسوي في عام (٢٠١٠م)، واتّخذ في حينها من بناية صغيرة في كربلاء المقدّسة مقرًّا له لتقديم خدماته إلى المجتمع النسوي، مع مراعاة الجانب الخدمي مقابل الجانب الربحي انسجامًا، وأهدافه التي كانت تصبّ في خدمة المجتمع، وهو يقدّم لكلّ مستفيداته خدمات اقتصادية تهدف إلى تمتّعهنَّ قانونًا وشرعًا بحقوق إنسانية رفيعة، تتبوّأ المرأة عن طريقها مكانتها بوصفها إنسانًا له قيمته وكرامته وحقوقه أسوةً بالرجل، في حدود ما حباها الله تعالى من إمكانات، وما هيّأ لها من فرص طبيعية للإسهام في إثارة الحياة، وصنع المجد، وإقامة الحقّ، وإشاعة الخير. يعمل المجمّع بواسطة ملاك نسوي متخصّص، يتكوّن من عدّة وَحدات، مثلما يمتلك المجمّع فريق تسويق نسوي متخصّص، يشرف على العمليات كافّة، وهذا الفريق متدرّب على يد أمهر الخبراء في قسم التطوير والتنمية المستدامة التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة. وكلّ المكوّنات النسوية الآنفة الذكر تُدار بواسطة إدارة نسوية تقوم بالتخطيط والمتابعة والإشراف على جميع العمليات التي يقوم بها المجمّع، وتعمل في ضمن ضوابط دينية تُراعى فيها العفّة والحجاب بوصفه الزيّ العام في أثناء العمل، فضلًا عن طريقة التعاملات التجارية التي تؤمّن الثقة، وتحفظ الحقوق لكلا الطرفين من بائع ومشترٍ. تصميم خدمي بعد النجاح الذي حقّقه المجمّع، والإقبال المتزايد عليه من قِبل العوائل من مختلف المناطق في كربلاء المقدّسة وخارجها، بسبب خصوصيته في كون ملاكه نسويًا، والدخول إليه يقتصر على النساء فقط، قامت الأمانة العامة للعتبة العبّاسية المقدّسة بتوسيع هذا المشروع عبر بناء مجمّع كبير، يضمّ كلًّا من خدمات مجمّع العفاف السابق وخدمات أخرى، كبيع الأجهزة الإلكترونية، والكهربائية، والموادّ الغذائية، وكلّ ما تحتاج إليه العائلة، فالعتبة العبّاسية المقدّسة تسعى إلى الدخول في مفاصل استثمارية عديدة، تتمثّل في العديد من المشاريع العمرانية الكبيرة التي تضفي التقدّم والرقيّ على محافظة كربلاء المقدّسة، منها مشروع (مركز العفاف للتسوّق)، حيث أنجزت الملاكات الفنّية والهندسية العاملة على هذا المشروع وبإشراف مباشر من قسم المشاريع الهندسية في العتبة العبّاسية المقدّسة مراحل عديدة منه، متمثّلة بإعداد التصاميم المعمارية والمدنية، وتشييد الهيكل الإنشائي للمشروع الذي يحوي جزءًا خدميًا يضمّ المكاتب الإدارية، والمخازن الخاصّة بالمشروع. أمّا الجزء الثاني، فيمثّل الأسواق وأماكن للاستراحة والانتظار، خُصّصت للرجال الذين يرافقون عوائلهم من النساء اللاتي يرمنَ التبضّع من المجمّع والاستفادة من خدماته، حيث تكمن فكرة تصميم البناية على أساس ما تقدّم ذكره، فيمكن للنساء أن يصلنَ إلى المجمّع برفقة أولياء أمورهنَّ الذين يتفضّلون بالانتظار في قاعات استراحة المجمّع؛ ليقمنَ بدورهنَّ بالاستفادة من خدمات المجمّع التي تُقدّم لهنَّ بواسطة ملاكات نسوية، وذلك في الطوابق المعدّة لذلك، وهذا الإجراء يؤمّن للنساء تحقيق مفهوم العفّة والحجاب في كيفية الورود إلى المجمّع والاستفادة منه. كذلك تحوي البناية على منظومات إنذار الحريق والإطفاء، وغيرها من المنظومات الخدمية، مع تزويده بمولّدين كهربائيّين، يغذّي كلّ واحد منهما نصف المجمّع، وفي حال تعطّل أحدهما، فقد جُهّز المجمّع بجهاز (Coupler ) الموضوع بين المولّدين، كذلك لدينا منظومات كاميرات المراقبة، ومنظومات الإنترنت، والهاتف، وشاشات عرض الإعلانات، ومنظومة حماية المداخل (security). سِلع وخدمات يُعدّ مجمّع العفاف النسوي أحد أبرز المشاريع المتخصّصة في تلبية احتياجات المرأة للمستلزمات المختلفة، فهو يعمل على خدمة المرأة بواسطة المرأة، فجميع روّاد المجمّع يعلمون أنّه يقتصر في تقديم خدماته على النساء حصرًا، فهو يلبّي احتياجات المرأة العراقية المنزلية والعملية، ويمتاز بتعدّد أقسامه وتنوّع موادّه المعروضة التي تُعدّ من الموادّ المضاهية لما هو معروض في أسواق الدول المتقدِّمة، وبأسعار مناسبة ومدعومة، مثلما أنّه لا يكتفي بتوفير الاحتياجات والمستلزمات، بل بين الحين والآخر يقوم بعدّة فعّاليات خيرية مختلفة، إضافة إلى تقديم العديد من الدورات التأهيلية والتطويرية، سواء للأخوات العاملات فيه، أو لزبوناته من المتبضّعات، ممّا يتيح للمرأة المتخرّجة في الدورة الدخول إلى سوق العمل. مشغل الخياطة تمّ افتتاح المشغل في عام (2022م) لتعمل فيه أمهر الأخوات في فنّ الخياطة، ويقدّم خدمات متنوّعة، تلبّي احتياجات المرأة. عروض المبيعات المدعومة يتضمّن كلًّا من: • البيع بنظام التقسيط: القائم على البيع بالتقسيط من دون أخذ أرباح. • البيع بنظام القسائم الشرائية المخفّضة: وتقدّم هذه الخدمة للمؤسّسات العلمية والخدمية في المجتمع. المسابقات تخلق جوًّا تفاعليًا بين الزبائن المرتادين وبين الملاكات العاملة، وعادةً ما تضيف هذه المسابقات معلومة ثقافية أو علمية أو دينية إلى رصيد المشاركة. إنّ الحيلولة دون ممارسة المرأة للفعّاليات والاستعدادات التي منحتها يد الإبداع والخَلق ليس ظلمًا لها فحسب، بل خيانة للأمة أيضًا، فكلّ عمل يؤدّي إلى تعطيل قوى الإنسان التكوينية التي منحها الله إياه هو عمل ضارّ، فالفرد العامل أكبر رأس مال اجتماعي، والمرأة إنسان أيضًا، فيلزم أن ينتفع المجتمع بعملها وفعّالياتها وقواها الإنتاجية، فركود هذا العامل و تضييع طاقات نصف أبناء المجتمع، يتناقض والحقّ الطبيعي الفردي للمرأة، مثلما يتناقض وحقّ المجتمع، ويؤدّي إلى جعل المرأة عالة وكلًّا على الرجل.