لا للطلاق العاطفي
من أعظم الروابط بين الجنسين هي رابطة الزواج، وهي ارتباط روحي وجسدي وفكري وعاطفي بين الزوجين، وأهمّ ما يميّز هذه العلاقة أنّها مبنيّة على المودّة والرحمة، لكن ويا للأسف الشديد قد تتعرّض هذه العلاقة إلى ما يسمّى بـ(الطلاق العاطفي) أو (الطلاق الصامت)، وهي أنّ الزواج يكون موجودًا شرعًا وقانونًا، لكنّه خالٍ تمامًا من المشاعر، أو المشاركة الفكرية، فالزوجان يسكنان في بيت واحد، لكنّهما كالغرباء، وهذا من أصعب الحالات التي تمرّ بها الأسرة بشكل عامّ، والزوجة بشكل خاصّ. أمّا الزوجة الصالحة الناجحة فلا تسمح أبدًا بحدوث حالة كهذه، وإن حدثت فهي قادرة على تغيير مسارها وتجاوزها، فإذا تأمّلنا في قوله تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)(البقرة:228)، فسنجد أنّ الآية المباركة تبيّن حجم الحقوق والواجبات بين الزوجين، كذلك فيها توازن في الصفات، فالرجل غالبًا المتحكّم في قراراته هو العقل، بينما ترجح كفّة العاطفة عند المرأة، وهذا لا يعني أنّ المرأة ناقصة العقل، بل إنّ صفة العاطفة تطغى عندها على باقي الصفات، والحياة مزيج من العقل والعاطفة، ولا تُبنى بالعقل وحده ولا بالعاطفة وحدها. فلو سُلب العقل من الحياة، لظهرت الفوضى من دون وجود نظام، كذلك لا تستقيم الحياة إذا كانت خالية تمامًا من العاطفة، فالعقل هو الذي يحدّد العاطفة ويؤطّرها، وبهذه الصفة تحديدًا يمكن للمرأة أن ترتقي في كلّ مجالات حياتها، لاسيّما علاقتها بزوجها، فنجد أنّ من أسباب الطلاق العاطفي، هو قلّة الحديث بين الزوجين، إذ ينشغل كلٌّ منهما بأعباء الحياة الموكلة إليه. وفي بعض الأحيان يكون لأسباب أخرى، كالظروف المادّية الصعبة أو اختلاف المستوى الثقافي بين الطرفين، وغيرها، ويجب التنويه إلى أنّ هذا النوع من الطلاق يؤثّر سلبًا في الأطفال، فينشأ عندهم الفراغ العاطفي، ممّا يؤدّي إلى سوء العلاقة بين الإخوان، والتراجع الدراسي، وسوء الأخلاق. إذًا، أكثري من دراسة الطبيعة البايولوجية والسيكولوجية للرجل، وتعرّفي على الفروقات الجسدية والنفسية بينكِ وبينه، فكلّ صفة تتناسب مع المَهامّ الموكلة إلى الشخص، فكمّية العاطفة الهائلة التي تمتلكينها، كفيلة باحتواء مجتمع كامل، فكيف بالزوج؟!