رياض الزهراء العدد 197 الملف التعليمي
حينما يدق الجرس
كلّ يوم جديد هو رحلة جديدة لبناء جيل واعد يحظى بمستقبل مشرق ينطلق من مقاعد الدراسة، بين قرطاس وقلم وباحة وصفّ وعلم، هنا بدأت الحياة: معلّم حضر وتلميذ درس، حينما يدقّ الجرس. هذا الروتين المعتاد في كلّ يوم مدرسي يتكرّر بُغية أن يتمتّع الطالب بأفضل النماذج التربوية والعلمية في مدّة أقصاها (45) دقيقة. وفي خضمّ السباق الزمني والتطوّر الحاصل على مرّ الأيام، كان للتربية والتعليم النصيب الوافي للسير في هذا الموج، والتزوّد بأهمّ الطرق المناسبة لمتطلّبات العصر الحديث عن طريق استحداث طرق تدريس معاصرة تضمن للمتعلّم درسًا يمتزج بالمعرفة والمتعة، ويتّسم بالتعاونية والتشاركية، حيث إنّ التعليم الحديث أصبح يرتكز على مبادئ أساسية، كأن يكون المتعلّم هو المحور الأساس للعملية التعليمية، بينما يكون المعلّم هو الموجّه والمشرف في الصفّ، على عكس الطرق الكلاسيكية المعتادة، حيث كان الدرس بأكمله يعتمد على جهد المعلّم. مثلما بتنا نرى تنوّع الوسائل التعليمية والفكرية، كاستخدام برنامج الـ(powerpoint)، والشاشات الذكية، والفيديوهات التعليمية، والوسائل التعليمية المتحرّكة، واللوحات العلمية، والمجسّمات، وغيرها. ويعتمد اختيارها على نوع المادّة المقدّمة، والمرحلة الدراسية التي من شأنها رفع القيمة العلمية للدرس، وكذلك إيصال الفكرة للمتلقّي بسهولة وترسخيها في ذهنه، بخاصّة بعد تهيئة التلميذ مسبقًا للدرس الجديد عن طريق طرح أسئلة تتناول الدرس التالي، فضلًا عن دور العصف الذهني عبر استمطار الأفكار التي من شأنها بثّ روح التنافس والمتعة بين الطلّاب في أثناء الحصّة التعليمية، وهذا يعتمد على فطنة المعلّم وسرعة بديهته في معرفة نفسية المتعلّمين؛ لمعرفة الفروق الفردية، وتلافي حصول المفارقات في أثناء الدرس أو حين طرح الأسئلة للواجبات اليومية أو الامتحانات الشهرية والفصلية، فللاختبارات نصيب آخر من التطوّر والحداثة المستمرّة، لذا نجد أنّ المدرّس والمعلّم المحترف قادر على تكييف نفسه مع جميع المتغيّرات، وعلى استعداد تامّ معظم الوقت، فهو متسلّح بالثقافة والمعرفة والتجدّد، ويتمتّع بقدرة مميّزة في التعامل مع الطلبة باختلاف قدراتهم العلمية والنفسية والحركية، حتى الصحية، والتعاون مع أولياء أمورهم؛ لضمان نتائج مثمرة تنهل من المعرفة وتزدهر بالثقافة. ومن هنا نجد أنّ مواكبة المستجدّات في الأساليب التدريسية واستخدامها بالشكل الصحيح، سيكون لها الأثر الراسخ في أذهان الطلبة، والتوثيق المضمون للمعلومة في ذاكرتهم، وهذا ما يشجّع على المضيّ قُدمًا نحو مستقبل علمي بحقّ؛ لنرى أحلام الطلبة المرسومة على لوحة الصفّ تصبح واقعًا أجمل.