رياض الزهراء العدد 197 الملف التعليمي
تأثير تطبيق الـ( TikTok) في طلاب المدارس
تُعدّ منصّة الـ( TikTok) من أكثر مواقع التواصل الاجتماعي انتشارًا، بخاصّة بين فئة الأطفال والمراهقين، والأهل غافلون عن أنّ استخدامها يعرّض الأطفال للخطر؛ لمشاهدتهم مقاطع الفيديو القصيرة سريعة الوتيرة التي تؤثر في استمرارهم في الأنشطة التي لا تقدّم إشباعًا فوريًا ومستمرًّا، وقد أثبتت الدراسات الحديثة التأثيرات المتعلّقة بهذا التطبيق في الدماغ، وبيّنت أنّ المناطق المتورّطة بالإدمان داخل الدماغ، تنشّطت بشكل كبير لدى أولئك الذين شاهدوا مقاطع فيديو مخصّصة، بينما عندما يقوم الأطفال بأشياء تتطلّب تركيزًا طويلًا مثل القراءة أو حلّ المسائل الرياضية، فإنّهم يستخدمون الانتباه الموجّه الذي يؤثر تأثيرًا إيجابيًا في برمجة الدماغ والسلوكيات. إنّ تأثير هذه المقاطع في ذكاء الطفل خطير، ففي حال متابعته لها، ستنحصر اهتماماته وتفكيره في ما تخبّئه له المقاطع المصوّرة القادمة، لا أكثر، إضافة إلى التأثيرات السلبية في تكوين شخصيته، حيث يكون المحتوى في هذه الفيديوهات أكبر من سنّه، وقد يقوم بتقليد ما يشاهده من الأفعال غير اللائقة، وتؤثر أيضًا في منظومة القِيم والسلوكيات التي يكتسبها المراهق والطفل؛ لأنّهما يشاهدان المقاطع السيّئة، ويسمعان ألفاظًا لا تناسب أعمارهما، ولا يقتصر الأمر على هذا الحدّ، بل يشجّع الأطفال والمراهقين على التنمّر. وأكّدت دراسة (Cell Dilon)/ المدير التنفيذي لجامعة (هواهين ستامفورد الدولية) على تأثير الـ(TikTok) في الطلّاب من المراهقين والشباب، والاستخدامات الشائعة له: (أنّ استخدام التطبيق يسبّب قلقًا لدى المستخدمين الذين يتابعون فقط أكثر من المستخدمين الذين يشاركون في إنتاج المحتوى، حتى لو كان لديهم تجارب سيّئة معه، لكن ذلك ليس رادعًا لهم لعدم استخدامه)(1)، وبيّنت الدراسة عدم معرفة الآباء بطبيعة المحتوى الآمن، وإن كانت مشاكل المحتوى ظهرت من الجهل باستخدام التطبيق ذاته، فعلى الآباء مراقبة أبنائهم، وأن يضعوا في الحسبان أنّهم قد يصادفون على المنصّة فيديوهات غير لائقة أخلاقيًا، وأخرى تساعد على العنف بين طلّاب المدارس، ممّا يؤثّر في نموّهم المعرفي والذهني، وفي سلوكهم وتصرّفاتهم مع الآخرين، إضافةً إلى ترسيخ ظواهر وعادات دخيلة تسهم في انحلال المجتمع؛ لكون هذه الشريحة هي النواة الجديدة لجيل جديد، فالتكنولوجيا لا تجلب التطوّر دومًا، بل في كثير من الأحيان تكون سلاحًا قاتلًا للكثير من العادات والتقاليد، والسلوكيات الصحيحة. ................................. (1)دراسة أثر اعتماد المراهقين على منصّة الـ(TikTok): ص4.