رياض الزهراء العدد 197 تاج الأصحاء
رياضة المشي وتأثيرها في الصحة
يُعدّ المشي السريع من الرياضات الهوائية، وهي أبسط أنواع الرياضة، وبإمكان الجميع ممارستها من دون عناء، من أجل صحّة سليمة خالية من الأمراض والدهون والجلطات، وغيرها، وهي ليست رياضة وقائيّة، بل إنّها علاج لأمراض عديدة. ونعني بالرياضة الهوائية (أنّ احتياج الجسم إلى الأوكسجين يزداد تدريجيًا مع الوقت بإحماء العضلات، بسبب زيادة معدّل ضربات القلب ونشاط الدورة الدموية، ممّا يزيد من كفاءة القلب والأوعية الدموية)(1)، ومن ثمّ فإنّ جزيئات الغذاء والأوكسجين ستصل إلى كافّة خلايا الجسم وتسدّ احتياجها، وتطرح الخلايا فضلاتها لتخرج عن طريق الرئتين والمسامات الجلدية والكليتين، ومثلما هو معلوم أنّ الماء الساكن في البِرك ليس كالماء الجاري، فعندما تكون الدورة الدموية ضعيفة، فلن تحصل العضلات والأنسجة في الجسم على ما يكفي من الأوكسجين والعناصر الغذائية لتعمل بشكل صحيح، ممّا يؤدّي إلى التعب والألم بشكل عام، وزيادة نسبة حدوث الجلطات، والشيخوخة المبكّرة، وهشاشة العظام، وآلام المفاصل، وممّا يؤسف له أنّ اضطراب أوقات النوم وانقلاب مواعيده بسبب السهر على الإنترنت، وعدم الاهتمام بالرياضة بخاصّة هذه الرياضة؛ أدّى إلى ظهور هذه الأعراض في سنّ مبكّرة. ويوصي الأطبّاء بضرورة ممارسة المشي يوميًا، أو ممارسته (5) مرّات أسبوعيًا لمدّة (30) دقيقة، فهي ليست وقائية، بل مهمّة في معالجة الأمراض المزمنة كالضغط والسكّري، وقد أكّدت الأبحاث أنّ (المشي قبل الطعام، قد يساعد على ضبط نسبة السكّر في الدم لدى الأشخاص المصابين بمقاومة الـ(إنسولين)، وذلك ما أظهرته دراسة نُشرت في مجلة (Diabetologia) في عام (2014م)، فكم من الجميل أن تمارسي هذه الرياضة صباحًا في المنزل أو عند التوجّه إلى موقع العمل أو الدراسة عبر تحريك الأقدام بدلًا من تحريك العجلات، كاستقلال السيارة مثلًا؛ ليبدأ يومكِ بنشاط وحيوية. إرشادات من أجل الاستفادة بشكل تامّ من رياضة المشي السريع: ١- لكونها رياضة هوائية، فهي تحتاج إلى ساحة خارجية كالحدائق لوفرة الهواء الطلق، أو فتح النوافذ والأبواب داخل البيوت. ٢- ضرورة شرب الماء بعد الانتهاء من الرياضة؛ لتعويض السوائل المفقودة. ٣- يجب أن يكون رأسكِ إلى الأعلى، والنظر إلى الأمام وليس في الأرض. ٤- إرخاء منطقة العنق والكتفين والظهر بشكل خفيف، وعدم الانتصاب بشدّة. ٥- تأرجح الذراعين بحرّية مع ثني المرفقين قليلًا، ولا بأس بزيادة سرعة تحريك الذراعين قليلًا لتحريك مزيد من عضلات الجسم. ٦- شدّ عضلات البطن قليلًا مع جعل الظهر مستقيمًا، وليس مقوّسًا إلى الأمام أو الخلف. وأمّا فوائد المشي على مستوى الصحّة الجسدية، فعديدة، منها: زيادة كفاءة القلب، وبناء العضلات والعظام، والنشاط الذهني، وحرق الدهون المسبّبة للعديد من المشاكل، وتنظيم السكّر والوقاية منه، وغيرها، أمّا على المستوى النفسي، فقد أظهرت الأبحاث أنّ ممارسة المزيد من المشي له تأثير المسكّن في الحالة المزاجية، فهو يعزّز الشعور النفسي الإيجابي، ويطرد الملل والتراكمات النفسية. لا يوجد وقت معيّن لممارسة رياضة المشي، وإن كان الأفضل صباحًا؛ للطافة الهواء النقي، وارتفاع نسبة الـ(كورتيزون) في الجسم، ويشير القرآن الكريم إلى هذه الرياضة بآية واضحة وصريحة في قول الله تعالى لنبيّه أيوب (عليه السلام) بعدما أنهكه المرض وأخذ منه مأخذًا: (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ) (ص:42).