رياض الزهراء العدد 197 بريد القراء
منى الروح
احتشدت الأرواح من شتّى الأنفس، ومن مختلف الأمصار.. تخطّت الأقدام.. توافدت أسراب الطيور لتلتقي كلّها هناك.. في أرض العشق الإلهي.. تقبّل التراب، وأيّ تراب هذا؟ تراب طاهر، تراب الإباء والحرّية.. سيّدي ومولاي، كلّها جاءت لتواسي القلب الحزين.. قلب مولاتي الحوارء.. الأرواح كلّها قد جاءت إليكَ.. أفئدتهم قد ساقت أقدامهم.. آهٍ لحسرة هذا الفؤاد، قد كبّلته قيود الزمان.. أسيرٌ هنا.. بقي الجسد، والروح قد رحلت إليكَ.. لم تستطع أن تخفي ذلك الحنين.. حملها الشوق زحفًا مع العاشقين.. هذه أرواحنا قد أقبلت نحوكَ.. تنصركَ في وحدتكَ.. تضمّد جراحكَ يا سيّدي.. تلمّ شعث الأيتام.. هذه صدورنا تُلطم، تستقبل الحوارء.. وألسنتنا تنعى فقدكَ يا حسين.. كلّنا جئناك لنلوذ بجنابكَ.. لتخمد زفرة الأنين في صدورنا.. وتطفىء جمرة الأحزان في قلوبنا.. سيّدي، قُمْ وتلقّانا يا حسين، فنحن ضيوفكَ.. جئناكَ بلهفة العشق، ومُنية اللقاء بإمام زماننا.. فهو صاحب العزاء في هذا اليوم.. نواسيه بجمرة الأسى المشتعلة في قلبه الدامي.. بهتافات القلوب العاشقة: لبّيكَ يا حسين..لبّيكَ يا حسين.. وكلّ عام ونحن نجدّد الحبّ والولاء لإمام زماننا.. في أربعينية العشق الحسيني.. ونحن نلهج: اللهمّ عجّل لوليّكَ الفرج.. لنكون معه من الثائرين..