رياض الزهراء العدد 198 همسات روحية
عالم الافتراضات الوهمي
مضمون السؤال: ما يُعرف بـ(علم الأوفاق)، و(علم الطلاسم)، و(علم الجفر)، و(علم التسخير)، و(علم الحروف)، و(علم الرمل)، هل هي علوم صحيحة ومرويّة عن المعصومين (عليهم السلام)؟ علمًا أنّه توجد كتب لبعض علمائنا في هذه العلوم جميعًا، نريد منكم إيضاحًا لمدى صحّة هذه العلوم. مضمون الردّ: إنّنا لا ننكر وجود العلوم الغريبة، من قبيل ما ذكرتم، ومن قبيل العلوم التي تبدأ بالحروف الأولى من عبارة (كلّه سرّ)، لكنّ الكلام في مَن يحمل هذه العلوم بصدق، وقد قلنا في أكثر من مناسبة أنّ على الإنسان المؤمن أن لا يشغل نفسه بهذه الأمور؛ لأنّ الله (عزّ وجلّ) قد خلقنا للعبودية، لا للبحث عن غرائب العلوم، بخاصّة أنّ كثيرًا من هذه العلوم يمكن جعلها وسيلة لاستغلال العباد، وجلب المريدين، وكسب المال! نعم، السالك الصادق في طريقه التكاملي قد يُعطى منحًا إلهية كهذه، تشجيعًا له للسير إليه، لكن من دون أن يصرف عمره في البحث عن ذلك، فإنّه يصدّه عن وظائف العبودية قطعًا، وقد اتّخذ المشعوذون في كلّ زمان من علمهم بهذه الأمور فخًّا لاصطياد ضعاف النفوس الذين لا يفكّرون بطريقة سليمة في الأمور، فبدلًا من التفكير في الواقع، يهيمون في عالم الافتراضات الوهمية، فلا يزيدهم إلّا تعاسةً وعناءً.